احتجاجات إيران.. رئيسي يتعهد بفتح تحقيق في وفاة مهسا أميني وواشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين أمنيين

Demonstration in Tehran
محتجون في العاصمة طهران (الأناضول)

أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن السلطات ستفتح تحقيقا في وفاة الشابة مهسا أميني، محذرا في الوقت نفسه من "الفوضى غير المقبولة"، وذلك بعد 6 أيام من الاحتجاجات التي سقط خلالها قتلى وجرحى.

وقال رئيسي ردا على أسئلة الصحفيين في نيويورك أمس الخميس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، "اطمئنوا بالتأكيد سيتم فتح تحقيق"، مشيرا إلى أن تقرير الطبيب الشرعي "لم يذكر أي انتهاكات من قبل الشرطة"، وهو ما يعارضه المحتجون.

وتابع الرئيس الإيراني، قائلا "لا أريد أن أتعجل الاستنتاجات بسرعة كبيرة"، مؤكدا أنه اتصل بأسرة مهسا أميني ووعد بالتحقيق في الحادث بجدية.

وتعقيبا على الاحتجاجات، قال رئيسي "هناك حرية تعبير في إيران… لكن الفوضى غير مقبولة".

عقوبات أميركية

من جهة أخرى، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على دوريات الإرشاد الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين لممارستهم "العنف بحق المتظاهرين"، وكذلك على خلفية وفاة مهسا أميني.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين -في بيان- إن هذه العقوبات تستهدف تثبت الالتزام الواضح لإدارة الرئيس جو بايدن بالدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في إيران والعالم، وفق تعبيرها.

وقد أفاد التلفزيون الإيراني -أمس الخميس- بأن الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 17 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن، لكن منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية المعارضة ومقرها في أوسلو، قالت إن 31 مدنيا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات.

وأشعلت وفاة مهسا أميني (22 عاما) هذه الاحتجاجات التي انطلقت من إقليم كردستان، وتركزت في المناطق الشمالية الغربية التي تضم الإقليم، ولكنها امتدت أيضا للعاصمة طهران ومدينة مشهد ونحو 50 مدينة وبلدة أخرى في أنحاء إيران.

Protest over the death of Mahsa Amini, in Tehran
الأحداث وصفت بأنها أوسع احتجاجات في إيران منذ 2019 (رويترز)

وأوقفت ما تعرف في إيران بـ"دوريات الإرشاد" الشابة المتحدرة من محافظة كردستان في طهران يوم الثلاثاء (13 سبتمبر/أيلول) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم، ثم توفيت مهسا يوم الجمعة الماضي في المستشفى.

وفي حين قال ناشطون إنها تلقت ضربة قاتلة على رأسها خلال احتجازها، نفى المسؤولون الإيرانيون ذلك وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.

بيان للحرس الثوري

وفي بيان أصدره الخميس، وعبّر فيه عن تعاطفه مع أسرة الفتاة، وصف الحرس الثوري الإيراني الأحداث التي تشهدها البلاد بالمؤامرة العبثية، وقال إنها محكومة بالفشل.

وطالب الحرس الثوري السلطة القضائية بالكشف عن مروجي الشائعات والأكاذيب، وكل من يعرض المجتمع للخطر، بحسب تعبيره. كما أشار إلى أن هناك من يستغل كل حدث في إيران لتحقيق أهدافه ضدها، وأن ما يحدث ما هو إلا انتقام من صمود الشعب الإيراني.

وتعد هذه الاحتجاجات الأوسع التي تشهدها إيران منذ تلك التي وقعت عام 2019 إثر رفع أسعار البنزين وقتل فيها 1500 شخص، بحسب إحصاء لوكالة رويترز.

ووفق مقاطع مصورة نشرتها مواقع إيرانية، فقد أشعل متظاهرون النار في مركزين للشرطة في العاصمة طهران وفي إقليم كردستان إيران.

ومنذ بدء المظاهرات، تباطأت الاتصالات، وصولا إلى حجب خدمات إنستغرام وواتساب.

وقالت وكالة فارس للأنباء "بقرار من مسؤولين، لم يعد من الممكن في إيران الوصول إلى إنستغرام منذ مساء الأربعاء وتعطل أيضا الوصول إلى واتساب".

ومن المقرر أن تخرج اليوم الجمعة مظاهرات مؤيدة للحكومة، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.

وقالت افتتاحية صحيفة "كيهان" المحسوبة على التيار المحافظ "إرادة الشعب الإيراني هي: لا تتركوا المجرمين".

المصدر : الجزيرة + وكالات