أميركا تحذر روسيا من تصعيد الحرب بأوكرانيا وكييف تنشئ كيانا أمنيا جديدا مع 7 دول أوروبية

Ukrainian servicemen fire with a BM21 Grad multiple launch rocket system in a frontline in Kharkiv region
قصف أوكراني لمواقع للجيش الروسي في منطقة خاركيف (رويترز)

استدعت الولايات المتحدة مساء أمس الاثنين السفير الروسي لديها أناتولي أنطونوف لإبلاغه بتحذير من تصعيد الحرب في أوكرانيا، في وقت قال فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا أنشأت مع عدد من دول الجوار "مبادرة كييف" لتعزيز تعاونها الإقليمي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الوزارة استدعت السفير الروسي أناتولي أنطونوف لإبلاغه بتحذير من أي تصعيد للحرب على أوكرانيا، وبالأخص ما يتعلق بالمنشآت النووية.

وأكد أن التحذير تضمن دعوة موسكو إلى وقف جميع العمليات العسكرية في المنشآت النووية الأوكرانية أو بالقرب منها، وإعادة السيطرة الأوكرانية الكاملة على محطة الطاقة النووية زاباروجيا.

وفي الرابع من مارس/آذار الماضي، فرضت روسيا سيطرتها على محطة زاباروجيا، ومؤخرا شهد محيطها هجمات وقصفا تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنهما.

وتعتبر زاباروجيا المحطة الكبرى في أوروبا، وتضم 6 مفاعلات نووية، وتوفر نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 5700 ميغاواط/ساعة.

من جانبها، نقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة لديها معلومات مخابراتية تفيد بأن روسيا تخطط لشن هجمات جديدة على البنية التحتية المدنية والمنشآت الحكومية في أوكرانيا قريبا.

وأضاف المسؤول أن المعلومات تفيد بأن روسيا تكثف جهودها لتوجيه ضربات للبنية التحتية المدنية والمنشآت الحكومية في أوكرانيا في الأيام المقبلة.

وتابع "وبالنظر إلى سجل روسيا في أوكرانيا، نشعر بالقلق إزاء التهديد المستمر الذي تشكله الضربات الروسية على المدنيين والبنية التحتية المدنية".

كيان جديد

من جابنه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الاثنين إن أوكرانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي أنشأت ما تسمى بمبادرة كييف لتعزيز تعاونها الأمني والإقليمي.

وأكد زيلينسكي أن هذه الدول هي بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر، بالإضافة إلى دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، مؤكدا أن الباب مفتوح أمام دول أخرى للانضمام إلى الكيان.

وفي خطابه عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، تطرّق الرئيس الأوكراني أيضا إلى منصة القرم السنوية الثانية، وهي قمة ستعقد عبر الإنترنت اليوم الثلاثاء، وتتضمن خطابات لقادة ألمانيا واليابان وكندا وحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم ذات الأهمية الإستراتيجية على البحر الأسود، في عام 2014، لكنها لا تزال جزءا من أوكرانيا بموجب القانون الدولي.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مشاركة نحو 60 دولة ومنظمة دولية في قمة منصة القرم الثانية، قائلا إن 40 دولة ستشارك على مستوى الرؤساء ورؤساء الوزراء، وإن عدد المشاركين زاد بأكثر من الثلث.

وشدد كوليبا على أهمية عقد هذه القمة على خلفية الحرب واسعة النطاق التي تشنها روسيا على أوكرانيا، مشيرا إلى استخدام موسكو شبه الجزيرة قاعدة عسكرية لشن هجماتها وزعزعة استقرار العالم بأسره، على حد تعبيره.

حصيلة القتلى

ميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني أمس الاثنين حصيلة قتلاه في الحرب الروسية التي تقترب من إكمال شهرها السادس، في وقت كشفت فيه المخابرات البريطانية عن معطيات جديدة في الجبهة الشرقية لأوكرانيا.

وقال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني إن نحو 9 آلاف جندي أوكراني قتلوا منذ بداية الهجوم الروسي يوم 24 فبراير/شباط الماضي، حسب ما نقلته وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية للأنباء.

ويُعدّ إعلان زالوجني أحد التصريحات النادرة من مسؤولين أوكرانيين بشأن الخسائر العسكرية لكييف في حربها ضد القوات الروسية.

وتعود آخر التقديرات إلى منتصف أبريل/نيسان الماضي حين أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن نحو 3 آلاف جندي أوكراني قُتلوا، ونحو 10 آلاف أُصيبوا منذ بداية الحرب.

أنباء عن تمرد

من ناحية أخرى، أفادت المخابرات البريطانية بأن مقاتلي لوغانسك الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا يرفضون الأوامر الروسية بالانتشار في منطقة دونيتسك رغم تهديدات كبار القادة.

ورجحت المخابرات البريطانية أن يلجأ القادة الروس إلى الحوافز المالية المباشرة لتشجيع القوات المساعدة التي تستخدمها موسكو لزيادة قواتها النظامية في دونباس.

تطورات ميدانية

وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية أسقطت 7 طائرات روسية مسيرة وصاروخي كروز ومروحية قتالية في مناطق القتال على الجبهتين الجنوبية والشرقية من البلاد.

وبثت مواقع مقربة من الجيش الأوكراني صورا تظهر إطلاق صواريخ من عربات دفاع جوي باتجاه أهداف جوية روسية قالت إنها محققة، من دون الإعلان عن خسائر بشرية.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 100 عسكري أوكراني في ضربات على مراكز ألوية عسكرية أوكرانية، وقالت إن قواتها دمرت كذلك مراكز قيادة ومستودعات أسلحة تابعة للجيش الأوكراني في مناطق عدة جنوبي وشرقي أوكرانيا.

بدورها، قالت الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لروسيا في خيرسون إن 15 شخصا أصيبوا جراء قصف أوكراني استهدف جسر أنتونوفسكي قرب المدينة في جنوبي أوكرانيا.

وقالت في بيان لها إن القوات الأوكرانية استهدفت بصواريخ هيمارس الأميركية الجسر الذي يستخدم لأهداف مدنية، موضحة أن من بين المصابين عددا من عمال الصيانة.

وفي شبه جزيرة القرم، أوعز حاكم مدينة سيفاستوبول بتنظيم دوريات أمنية من المتطوعين في شوارع المدينة بهدف المساعدة في تحديد الأشخاص المشتبه فيهم، وقال إنه سيتم إنشاء منصة يرسل عبرها المواطنون صورا وفيديوهات للأحداث أو الأشخاص المشتبه فيهم.

وكانت مواقع عسكرية تابعة لمقر أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول ومواقع أخرى شهدت في الأيام الماضية انفجارات وهجمات بطائرات مسيرة.

موقف روسي

من جانيه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده دولة عظمى قوية لن تنتهج على الساحة الدولية سوى سياسة تلبي مصالحها الأساسية.

وأضاف بوتين -بمناسبة يوم العلم الروسي- أن موسكو لن تسمح بأي هيمنة أو إملاءات أجنبية أبدا.

وعن المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة غينادي غاتيلوف قوله إن موسكو لا ترى أي احتمال لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وتتوقع صراعا طويلا.

وأضاف غاتيلوف أنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رغم جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كما رأى غاتيلوف أن موسكو وكييف كانتا قريبتين جدا من اتفاق كان من الممكن أن يوقف الصراع مؤقتا في المفاوضات التي استضافتها تركيا في أبريل/نيسان الماضي.

واتهم ممثل روسيا واشنطن ودول حلف الناتو بالضغط على أوكرانيا للانسحاب من المفاوضات، مبينا أنه على الأمم المتحدة أن تلعب دورًا أكبر في محاولات إنهاء الصراع.

المصدر : الجزيرة + وكالات