رغم أزمة الغاز التي تهددها.. أوروبا ترصد ملياري دولار دعما عسكريا لأوكرانيا وتشدد العقوبات على روسيا

وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين على تخصيص ملياري يورو (2.1 مليار دولار) دعما عسكريا لأوكرانيا، بينما أكدت قمة الدول الصناعية السبع على فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا.

وأوضح المجلس الأوروبي -الذي يضم الدول الأعضاء في الاتحاد- أنه من الممكن تخصيص المزيد لصالح صندوق يُستخدم لدفع تكاليف الدعم العسكري لأوكرانيا، بعد أن نفد تقريبا خلال ما يقرب من 10 أشهر من الحرب.

وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن قرار اليوم سيضمن توفير التمويل اللازم لمواصلة تقديم دعم عسكري ملموس للقوات المسلحة للشركاء في أوكرانيا.

وسيحاول وزراء الخارجية في اجتماعهم الشهري المنعقد في بروكسل أيضا الاتفاق على تغليظ العقوبات على روسيا وإيران.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت المجر ستعرقل هذه القرارات، وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد للصحفيين "هناك اتفاق من حيث المبدأ، ولكن هناك أيضا مشكلة كبيرة لم يتم حلها"، مشيرا إلى استخدام بودابست حق النقض.

وسيناقش وزراء الخارجية الحزمة التاسعة من العقوبات الروسية، التي من المقرر أن تضع ما يقرب من 200 شخص وكيان آخرين على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، لكن بوريل أعلن صباح اليوم الاثنين عدم التوصل إلى اتفاق على هذا الأمر حتى الآن.

السبع الصناعية

وفي الأثناء، عقد المستشار الألماني أولاف شولتز اجتماعا اليوم الاثنين عبر تقنية الفيديو مع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع وشارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبحث فيه الزعماء فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، وتقديم المزيد من المساعدة لأوكرانيا.

وفي البيان الختامي أكدت قمة الدول السبع الالتزام بالعقوبات "غير المسبوقة"، التي فرضت على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.

وأكد البيان أن تركيز الدول السبع سينصب على تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي، وشدد على مواصلة تنسيق الجهود لتلبية احتياجات كييف الملحة من حيث المعدات العسكرية والدفاعية.

وكان زيلينسكي أكد في خطاب مصور أمس الأحد أنه نسق المواقف في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل اجتماع الدول السبع، وقالت الرئاسة الأوكرانية إن زيلينسكي اقترح خلال اتصاله الهاتفي تنظيم قمة سلام عالمية.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لتدمير القوانين التي تحمي الدول حول العالم، مضيفا أن هدف بوتين هو إعادة عقارب الساعة للوراء حيث القوي له الحق وحيث دول كثيرة تعاملت مع جيرانها على أنها فريسة، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات الوزير أثناء خطاب عن ملامح السياسة الخارجية لبريطانيا في العقود المقبلة، قال فيه إن مركز ما سماها الجاذبية الجيوسياسية في العالم يتجه نحو الجنوب والشرق.

إمدادات الطاقة

وفي تطورات إمدادات الطاقة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه من المتوقع أن تقطع روسيا إمدادات الغاز بالكامل عن أوروبا، مضيفة أن نقص الغاز في أوروبا قد يبلغ العام المقبل نحو 30 مليار متر مكعب.

من جانبه، قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن على أوروبا أن تتخذ تدابير إضافية لمواجهة النقص في الغاز العام القادم، وإلا فإن العجز قد يبلغ نحو 60 مليار متر مكعب وليس 30 مليارا.

وأضاف بيرول في مؤتمره الصحفي المشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أن العالم لم يشهد من قبل أزمة طاقة بهذه الصورة.

التطورات الميدانية

ميدانيا، قال مكتب المدعي العام الأوكراني إن شخصين قتلا وأصيب 10 آخرون في قصف روسي على مدينة هيرنيك في دونيتسك.

في المقابل قالت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا إن المقاطعة تتعرض لقصف أوكراني مكثف أوقع 4 قتلى إضافة إلى 7 جرحى، مضيفة أنها أحصت أكثر من 200 صاروخ وقذيفة أوكرانية استهدفت مناطق سكنية وتجارية ومنشآت للبنية التحتية خلال الساعات الـ24 الماضية.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها تواصل عملياتها الهجومية عند محاور دونيتسك حيث صدت أيضا هجوما مضادا للقوات الأوكرانية، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرتين مقاتلتين أوكرانيتين ومروحيتين، كما أسقطت 5 صواريخ من طراز "هيمارس" في دونيتسك وميليتوبول، بالإضافة إلى صاروخي "أوراغان" أطلقتهما القوات الأوكرانية في زاباروجيا.

بدوره، أفاد مراسل الجزيرة في مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا بتصاعد حدة القتال بين القوات الأوكرانية والروسية على طول ضفتي نهر دنيبرو.

وقال المراسل إن أصوات انفجارات عنيفة تسمع في محيط المدينة، وإن قصفا طال أجزاء من الميناء النهري هناك، في حين أكدت القوات الأوكرانية استمرار قصفها المدفعي لمواقع تمركز القوات الروسية على الضفة الأخرى من النهر.

المصدر : الجزيرة + وكالات