سنستأصل الكبد والكليتين دفعة واحدة.. مؤسس فاغنر المقرب من بوتين يقر بالتدخل بالانتخابات الأميركية ويتوعد بعبارات غامضة

يفغيني بريغوجين المتهم بأنه قاد التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية وفق تحقيقات روبرت مولر
يفغيني بريغوجين (يسار) المتهم بأنه قاد التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية وفق تحقيقات روبرت مولر (مواقع التواصل)

أقر يفغيني بريغوجين رجل الأعمال الروسي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، بأنه تدخل في الانتخابات الأميركية، وسيواصل التدخل في المستقبل، وهو الاعتراف الأول من نوعه من شخصية وضعتها واشنطن رسميا في دائرة المتورطين بجهود التأثير في السياسة الأميركية.

وقال بريغوجين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي لشركته "كونكورد" (Concorde)، "لقد تدخلنا (في الانتخابات الأميركية)، تدخلنا وما زلنا نتدخل وسنواصل التدخل. نعرف كيف نفعل هذا بطريقتنا الخاصة وبحرص ودقة وسلاسة".

ونُشر التعليق قبل ساعات من انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، ردا على طلب للتعليق من موقع أنباء روسي.

وقال بريغوجين "خلال عملياتنا متناهية الدقة، سنستأصل الكليتين والكبد دفعة واحدة". ولم يعرف ماذا يقصد بذلك تحديدا، كما أنه لم يوضح تعليقه الغامض.

وجاءت مواقف بريغوجين ردا على سؤال حول اتهامات بتدخل روسي في انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها غدا الثلاثاء في الولايات المتحدة، والتي تراقبها موسكو بدقة في سياق أزمتها مع واشنطن منذ بدء غزوها لأوكرانيا.

البيت الأبيض يعلق

وفي تعليق له على تصريحات بريغوجين، قال البيت الأبيض إن تصريحات الروسي يفغيني بريغوجين بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية غير جديدة وغير مفاجئة، وإن كيانات مرتبطة به كانت وراء محاولات التدخل في الانتخابات الأميركية.

وأضاف "لن نتساهل مع التدخل في انتخاباتنا بغض النظر عن مصدر ذلك التدخل".

ويخضع بريغوجين لعقوبات أميركية وأوروبية، وهو متهم منذ سنوات عدة بالتدخل في الانتخابات الأميركية لاسيما الانتخابات الرئاسية عام 2016، كما أنه متهم خصوصا بإنشاء "جيوش إلكترونية" بحسابات مزورة تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة للتأثير على الناخبين عن طريق تشويه سمعة مرشحين أو نقل معلومات كاذبة، مثلا.

واتهم بريغوجين، الذي غالبا ما يشار إليه "بطباخ بوتين" لأن شركة الضيافة التي يملكها متعاقدة مع الكرملين، بشكل رسمي برعاية "مزارع المتصيدين" (مكاتب يتم تمويلها لتوظيف أشخاص بهدف نشر تعليقات تحريضية وغير صحيحة لإثارة الجدل عبر الإنترنت) المدعومة من روسيا والتي تسعى إلى التأثير في السياسة الأميركية.

وفي يوليو/تموز الماضي، عرضت وزارة الخارجية الأميركية جائزة تبلغ 10 ملايين دولار مقابل الإبلاغ عن معلومات عن صلة بريغوجين "بالتدخل في الانتخابات الأميركية".

ولم يكن بريغوجين معروفا لدى العامة حتى وقت قريب، ولكن تزايدت تصريحاته خلال الحرب على أوكرانيا، ومن بينها انتقادات لأداء الجنرالات الروس، حيث بات رجل الأعمال يرسخ نفسه أكثر فأكثر كشخصية عامة في روسيا ويزيد عدد إطلالاته لدعم حرب موسكو في أوكرانيا، بعد أن كان متحفظا.

وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، اعترف بريغوجين بتأسيس مجموعة "فاغنر" (Wagner Group) شبه العسكرية للقتال في أوكرانيا في عام 2014، مؤكدا وجودها في أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

ويوم الجمعة الماضي، فتحت فاغنر مركزا لتكنولوجيا الدفاع في سان بطرسبورغ، وهي خطوة إضافية لبريغوجين لتأكيد أوراق اعتماده العسكرية.

ويُشتبه في تنفيذ هذه المجموعة شبه العسكرية أعمالا للكرملين في الظل منذ سنوات في مسارح عمليات مختلفة، وهو ما كان بريغوجين وموسكو ينفيانه دائما.

المصدر : الجزيرة + وكالات