السودان.. تحذير من اتساع العنف القبلي ليشمل قوميات أخرى ونزوح أكثر من 3 آلاف شخص

حذر حاكم ولاية النيل الأزرق في جنوب السودان في تصريح للجزيرة من اتساع العنف ليشمل قوميات لم تكن طرفا في الصراع، متعهدا بحسم الأوضاع هناك، وذلك بعد مقتل 223 شخصا خلال اليومين الماضيين في مواجهات قبلية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأنه تم إعلان حالة الطوارئ في الولاية لمدة 30 يوما بسبب تلك المواجهات.

وكان حاكم ولاية النيل الأزرق قد أعلن أمس الجمعة حالة الطوارئ في الولاية ومنح قوات الأمن صلاحيات كاملة "لوقف" القتال القبلي. كما كلف المسؤولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات وكذلك قوات الدعم السريع بـ"التدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الاقتتال القبلي".

وقال وزير الصحة في إقليم النيل الأزرق جمال ناصر للجزيرة إن نحو 200 مصاب نقلوا إلى مستشفيات الدمازين وود الماحي وإن المخزون الإستراتيجي للأدوية نفد.

وأضف الوزير أن عدد النازحين الذين فروا نتيجة تجدد القتال القبلي بالولاية، وصل إلى أكثر من 3 آلاف نازح يتوزعون في 3 مدارس تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وبدأت أعمال العنف عندما احتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان على خلفية ما اعتبروه تمييزا ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.

ويعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43% من الوظائف و30% من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي السياق ذاته، قال مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأزرق السودانية رمضان يس للجزيرة إن هناك تدخلات إنسانية من الأجهزة الحكومية المحلية، لكنه أكد وجود فجوة كبيرة بين ما تقدمه السلطات واحتياجات النازحين، مشيرا إلى احتمال بدء تدخلات إنسانية من المنظمات الدولية في مرحلة لاحقة، بعد مصادقة لجنة الأمن بالولاية.

ويرجع البعض تصاعد العنف للفراغ الأمني الذي تشهده البلاد خاصة بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين فصائل مسلحة والحكومة المركزية عام 2020.

والأسبوع الماضي قتل 19 شخصا وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان (جنوب)، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وقُتل منذ يناير/ كانون الثاني الماضي قرابة 600 شخص ونزح أكثر من 210 آلاف بسبب النزاعات القبلية في السودان.