روسيا تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم بيلغورود وماسك يتراجع عن تهديده بوقف تزويد أوكرانيا بالإنترنت

Ukrainian Army Tanks And Infantry Train Near Southern Front
قوات أوكرانية في أحد محاور القتال في خيرسون (غيتي)

قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف جلادكوف اليوم الأحد إن الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عسكرية أمس لم يسفر عن مقتل مدنيين، من جهته تراجع رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك عن قراره بوقف تزويد أوكرانيا بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.

وأضاف جلادكوف في مقطع مصور على تطبيق تليغرام إن "حدثا مروعا وقع على أراضينا، داخل إحدى الوحدات العسكري، ولا يوجد بين الجرحى والقتلى أحد من سكان بيلغورود، لكن جنودا كثيرين قُتلوا وجرحوا". وتقع بيلغورود قرب الحدود مع أوكرانيا.

وفي وقت سابق، أفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل 11 شخصا وإصابة 15 في عمل وصفته بالإرهابي نفذه مواطنان من آسيا الوسطى في وحدة عسكرية بمقاطعة بيلغورود أثناء التدريبات العسكرية التي يخضع لها المتطوعون الروس، للمشاركة في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن المهاجمَين لقيا حتفهما بالرصاص بعد الهجوم.

من جهة أخرى، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني إن المهاجمين متطوعان من دولة طاجيكستان في آسيا الوسطى، وإنهما أطلقا النار على الجنود الروس بعد خلاف على الدين.

ولم يتسن حتى الآن تأكيد تصريحات أريستوفيتش بشكل مستقل أو التحقق من تفاصيل الحادث وأعداد الضحايا.

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في 21 سبتمبر/أيلول الماضي التعبئة الجزئية للجيش، بدعوى تعرض بلاده لتهديدات نووية.

وتعدّ هذه التعبئة الأولى لبوتين منذ الحرب العالمية الثانية، وتصفها روسيا رسميا بأنها جزئية، حيث سيستدعى خلالها 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر، بدل استدعاء كامل يعتمد على قوة احتياطية هائلة يبلغ قوامها 25 مليونا.

قصف متبادل

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها أفشلت كل المحاولات الأوكرانية لشن هجمات، خصوصا على محاور خيرسون وزاباروجيا (جنوب)، وخاركيف (شرق) أوكرانيا.

وأمس السبت شنّ الجيش الأوكراني معركة جديدة لتحرير مقاطعة خيرسون من السيطرة الروسية، وهي واحدة من 4 مقاطعات أعلنت روسيا ضمّها إليها قبل أسبوعين، رغم الرفض والتنديد من قبل كييف وعواصم غربية متحالفة معها.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن حاكم مقاطعة خيرسون الموالي لروسيا، قوله إن 70% من مساكن مدينة نوفا كاخوفكا في خيرسون تضررت بسبب القصف الأوكراني.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف صد هجوم للقوات الأوكرانية على محور كوبيانسك، وقتل نحو 50 عسكريا أوكرانيا في مقاطعة خاركيف.

كما أعلنت الوزارة أن القوات الروسية قصفت مواقع أوكرانية في مقاطعات كييف (وسط)، وخاركيف وسومي (شمال شرق).

وقال مصدر عسكري للجزيرة، إن القوات الروسية قصفت بلدات سيطرت عليها القوات الأوكرانية في خيرسون، خصوصا في محور دافيدوف برود.

في المقابل، قالت القوات الأوكرانية إنها دمرت مروحية للقوات الروسية، وطائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد"، وعددا من الدبابات والآليات. كما بثت القوات الأوكرانية صورا قالت إنها لاستسلام عدد من الجنود الروس في جبهة خيرسون.

وأفاد الجيش الأوكراني بأن القوات الروسية قصفت 25 بلدة على خط المواجهات في خيرسون.

بدوره، قال المتحدث باسم الجبهة الشرقية الأوكرانية للجزيرة إن 20% من البنية التحتية في باخموت دُمرت تماما.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية شنت مزيدا من الضربات المدفعية والجوية على بلدات في جنوب غرب بلدة باخموت الإستراتيجية، التي تشكل هدفها الرئيس في مقاطعة دونيتسك.

تراجع ماسك

سياسيا، أعلن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك في تغريدة له على حسابه في تويتر استمراره في دعم الحكومة الأوكرانية عبر تقديم خدمات "ستارلينك" (الإنترنت الفضائي) مجانا، رغم أنها ما زالت تخسر، بالنظر إلى شركات أخرى تحصّل المليارات وفق قوله.

وكانت شركة "سبيس إكس" المملوكة للمليادير الأميركي أخطرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس السبت أنها لن تكون قادرة على توفير خدمة الإنترنت للجيش الأوكراني عبر قمرها الاصطناعي "ستارلينك".

وأفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) بأن الشركة طلبت في رسالتها أن يتولى البنتاغون تمويل استخدام أوكرانيا لستارلينك، والذي سيكلف أكثر من 120 مليون دولار للفترة المتبقية من العام.

وتعد محطات الإنترنت عبر "ستارلينك" مصدرا حيويا لاتصالات الجيش الأوكراني، بعد تدمير روسيا شبكات الهاتف الخلوي والإنترنت في البلاد.

من جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن إيلون ماسك ساعد أوكرانيا في اللحظات الأكثر خطورة من الحرب، وتتوقع كييف من شركة ستارلينك تزويدها بخدمة مستقرة حتى نهاية المفاوضات.

من جهته، قال لاب كورب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إن انقطاع خدمة ستارلينك عن أوكرانيا ستؤثر على عمليات الجيش الأوكراني، نظرا لدور هذه الشبكة في العمليات الميدانية.

وأضاف كورب -في مقابلة مع الجزيرة- أن الولايات المتحدة وحلف الناتو سيتكفلان بضمان استمرار عمل أجهزة ستارلينك.

مساعدات أوروبية

من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو -أمس السبت في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" (Le Parisien)- أن فرنسا ستدرب ما يصل إلى ألفي جندي أوكراني على أراضيها.

وأوضح أن هؤلاء الجنود "سيلحقون بوحداتنا لعدة أسابيع"، مؤكدا أن التدريب سيغطي 3 مستويات، هي: تدريب المقاتلين العام، ثم احتياجات محددة طلبها الأوكرانيون مثل اللوجيستيات، ومستوى ثالث من التدريب على المعدات التي قدمتها باريس لأوكرانيا.

وأضاف لوكورنو "نقوم بذلك من خلال احترام قواعد القانون، دون أن نكون طرفا في النزاع، لأننا لسنا في حالة حرب. نحن نساعد دولة في حالة حرب" بعد غزوها من روسيا.

وقالت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية إن برلين سلمت كييف 16 دبابة لمد الجسور من طراز "بيبر" (BIBER)، وكانت وزارة الدفاع الألمانية قد أعلنت أن هذه الدبابات ستتيح للقوات الأوكرانية إمكانية عبور مسطحات مائية أو عوائق خلال المعارك مع الجيش الروسي.

دعوة للمغادرة

من جانبها، دعت الصين -أمس السبت- مواطنيها في أوكرانيا إلى تعزيز احتياطاتهم الأمنية ومغادرة البلاد، في ظل تدهور الوضع الأمني.

ووجهت بكين عبر وزارة الخارجية وسفارتها في كييف -في بيان صحفي مشترك- نداء لجميع المواطنين الصينيين في أوكرانيا بمغادرة البلاد، وفق صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية.

وأوضح البيان أن السفارة "ستساهم في تنظيم إجلاء ونقل الأفراد المحتاجين"، مشيرا إلى أنه يجب على الموجودين في أوكرانيا الاتصال بالسفارة في أقرب وقت، وتسجيل معلوماتهم الشخصية.

كما يجب على الذين يغادرون بأنفسهم إبلاغ البعثة الدبلوماسية في أوكرانيا، وفق البيان.

وشهدت أوكرانيا في الأيام الأخيرة قصفا روسيا للبنية التحتية للطاقة في عدة مناطق، منها العاصمة كييف.

المصدر : الجزيرة + وكالات