مسيّرات "كاميكازي" تقصف منشآت حيوية في كييف وبريطانيا ترسل صواريخ "أمرام"

الناتو يستعد لإجراء مناوراته النووية السنوية الأسبوع المقبل بمشاركة طائرات مقاتلة (الأوروبية-أرشيف)

عقدت مجموعة التخطيط النووي في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مناقشات مغلقة في ظل توتر متصاعد بين الحلف وروسيا، التي نفذت حملة مكثفة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على أوكرانيا في الأيام الأخيرة.

وجاء اجتماع مجموعة التخطيط النووي في اليوم الثاني لاجتماع وزراء دفاع دول الناتو في بروكسل، وقبل مناورات نووية يجريها الحلف سنويا وتستمر لمدة أسبوع.

ومن المنتظر أن تطلق روسيا قريبا أيضا مناورات نووية قد تتزامن مع مناورات الناتو -التي ستبدأ الأسبوع المقبل- أو تعقبها مباشرة، وفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) عن دبلوماسيين في الناتو.

وقد أكد كبار المسؤولين في روسيا أنهم غير معنيين بما يطلقه الغرب من خطاب نووي "استفزازي" وفق وصفهم، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سابقا أنه لن يتورع عن استخدام أي من القدرات العسكرية إذا هوجمت روسيا بما في ذلك الأراضي التي ضمتها من أوكرانيا.

وحذر ألكسندر فنيديكتوف نائب أمين مجلس الأمن الروسي من أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

وقال فنيديكتوف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية الرسمية اليوم إن "كييف تدرك جيدا أن مثل هذه الخطوة ستعني تصعيدا حتميا إلى حرب عالمية ثالثة".

وأضاف "على ما يبدو، هذا ما يعولون عليه.. إثارة ضجيج إعلامي ولفت الانتباه إلى أنفسهم مرة أخرى".

وجدد فنيديكتوف التأكيد على الموقف الروسي الذي يقول إن الغرب بمساعدته لأوكرانيا، يظهر أنه "طرف مباشر في الصراع".

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -خلال حضوره اجتماعات الناتو- أن بلاده ملتزمة "بالدفاع عن كل شبر من أراضي الحلف".

أنظمة صاروخية غربية

وإلى جانب الاستعداد النووي، يبحث الناتو أيضا المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن الناتو سيعزز دعمه لكييف بأنظمة الدفاع الجوي.

وتزامن ذلك مع تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم بأن بلاده لا تملك إلا 10% مما تحتاجه من الدفاعات الجوية.

وكررت أوكرانيا مطالبتها للغرب بالإسراع بتزويدها بمنظومات متطورة للدفاع الجوي إزاء حملة القصف الروسي بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة، والتي دخلت يومها الرابع.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بلاده ستتبرع لأوكرانيا بصواريخ للدفاع الجوي قادرة على إسقاط صواريخ كروز، في أعقاب الضربات الروسية على كييف والمدن الأخرى.

وأوضح والاس أنه أجاز إرسال صواريخ "أمرام" المضادة للطائرات إلى أوكرانيا، وهي صواريخ جو جو متوسطة المدى من المقرر تسليمها خلال الأسابيع المقبلة، ويمكن استخدامها مع أنظمة الصواريخ أرض جو المتقدمة "ناسامز" التي تعهدت الولايات المتحدة بإرسالها إلى كييف قريبا.

وأعلنت الحكومة البريطانية أيضا أنها قررت التبرع بمئات من صواريخ الدفاع الجوي من أنواع أخرى، إلى جانب المزيد من الطائرات المسيرة و18 مدفع هاوتزر.

وقال وزير الدفاع البريطاني إن "الضربات الروسية الأخيرة العشوائية على مناطق مدنية في أوكرانيا تتطلب المزيد من الدعم لأولئك الذين يسعون للدفاع عن بلدهم".

وأعلنت كييف أمس الأربعاء أنها تسلمت من ألمانيا أول وحدة من منظومة "إيريس تي" المضادة للطائرات، على أن تتسلم وحدات أخرى العام المقبل.

الضربات الروسية مستمرة لليوم الرابع على التوالي (الأوروبية)

قصف بالصواريخ والمسيّرات

ميدانيا، قال مسؤول في مكتب الرئيس الأوكراني إن طائرات مسيرة قصفت -صباح اليوم الخميس- منشآت حيوية للبنية التحتية في مقاطعة كييف، وذلك ضمن حملة القصف المكثف التي بدأتها روسيا الاثنين ردا على تفجير جسر القرم.

وذكر كيريلو تيموشنكو نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني -في منشور عبر تليغرام- أن هذه المنشآت استهدفت بهجمات مسيّرات "كاميكازي"، وهو اسم يطلق على الطائرات المتفجرة الانتحارية، ويرجع أصلا إلى وحدة الطيارين الانتحاريين في سلاح الجو الياباني إبان الحرب العالمية الثانية.

وكذلك قالت إدارة مقاطعة كييف -التي تقع ضمنها العاصمة- إن موقعا تعرض لضربات جوية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وإن فرق الإنقاذ باشرت العمل هناك، من دون ذكر تفاصيل عن المكان أو بعده عن كييف.

وقال حاكم المقاطعة أوليكسي كوليبا عبر تليغرام إن المعلومات الأولية تفيد بأن الضربات نفذتها طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وكانت أوكرانيا قد تحدثت عن سلسلة من الهجمات الروسية بطائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" خلال الأسابيع الأخيرة، لكن إيران تنفي تزويد روسيا بتلك الطائرات، بينما يحجم الكرملين عن التعليق على الأمر.

وفي شمال شرق البلاد، استهدف قصف صاروخي مدينتي بولتافا وسومي وفقا لما أعلنته السلطات الأوكرانية.

على مشارف باخموت

وفي موازاة الضربات الصاروخية الروسية، تستمر المعارك الضارية في الجبهات الشرقية والجنوبية بأوكرانيا، حيث أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا، اليوم الخميس، أن القوات الروسية باتت على مشارف بلدة باخموت بعدما سيطرت على قريتين بالقرب من البلدة ذات الأهمية الإستراتيجية في شرق أوكرانيا.

وقالت القوات الانفصالية بمقاطعة دونيتسك في منشور عبر تليغرام إن القوات الروسية سيطرت على قريتي أوبيتني وإيفانغراد الواقعتين مباشرة بجنوب باخموت، البلدة التي يحاول الروس الاستيلاء عليها منذ أغسطس/آب الماضي، والقطاع الوحيد من الجبهة الذي تحقق قوات موسكو تقدما فيه حاليا.

وكان الرئيس الأوكراني قد صرح السبت الماضي بأن قوات بلاده تخوض معارك ضارية بالقرب من باخموت، التي تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم صد هجمات على محاور عديدة وإسقاط 3 مقاتلات أوكرانية، منها اثنتان في مقاطعة دنيبروبيتروفسك، والثالثة في مقاطعة بولتافا.

وقالت الوزارة إن القوات الروسية أفشلت هجمات أوكرانية على محاور كوبيانسك وكراسني ليمان وميكولايف وكريفي ري.

في غضون ذلك، أفادت وكالة رويترز بأن حاكم مقاطعة خيرسون الموالي لروسيا طلب مساعدة القوات الروسية لإجلاء السكان وسط استمرار المعارك.

 

القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة دعا روسيا للتراجع الفوري عن ضم المناطق الأوكرانية (الأوروبية)

إدانة أممية لروسيا

سياسيا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة -أمس الأربعاء، بأغلبية كبيرة- قرارا يدين ضم روسيا "غير القانوني" مناطق أوكرانية، بعد أن استخدمت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي.

ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن أن نتيجة التصويت في الجمعية العامة هو بمثابة "رسالة واضحة" إلى روسيا، بأنها لا يمكنها أن تمحو دولة ذات سيادة من الخريطة.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقال إن نتيجة التصويت "صفعة عالمية مدوية" لروسيا.

واعتمدت الجمعية العامة القرار بأغلبية 143 صوتا مقابل 5 دول صوتت ضده، لكن 35 دولة امتنعت عن التصويت، من بينها الصين والهند وجنوب أفريقيا وباكستان.

ويدين القرار "تنظيم روسيا الاتحادية استفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا"، و"محاولة الضم غير القانوني".

ويدعو كل وكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية إلى عدم الاعتراف بأي تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو "بالتراجع الفوري وغير المشروط" عن قراراتها.

وتعقيبا على التصويت، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب "دبر قرارا ضد روسيا في الأمم المتحدة باستخدام وسائل الإرهاب الدبلوماسي"، وفقا لما نقلته وكالة تاس.

المصدر : الجزيرة + وكالات