بركان تونغا يستأنف ثورانه والرماد يصل أستراليا

هكذا بدا شاطئ المحيط الهادي في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية بالتزامن مع إصدار تحذير من تسونامي بعد ثوران بركان تونغا (الأناضول)

للمرة الثانية، خلال 3 أيام، جدد بركان تونغا في المحيط الهادي ثورانه اليوم الاثنين، ووصل الرماد البركاني أستراليا التي أرسلت هي ونيوزيلندا طائرات إلى أرخبيل تونغا جنوب المحيط الهادي لاستطلاع الأوضاع التي خلفها البركان.

وذكر مركز داروين الاستشاري للرماد البركاني اليوم أنه رصد "ثورانا كبيرا" آخَر لبركان تونغا بعد 3 أيام على أول ثوران تسبب في حدوث موجات تسونامي عبر أجزاء من المحيط الهادي.

من جهته، أشار مركز التحذير من أمواج تسونامي بالمحيط الهادي أيضا إلى أنه رصد أمواجا كبيرة بالمنطقة، قائلا "قد يكون هذا نتيجة انفجار آخَر لبركان تونغا".

أما موقع "ويذر ووتش نيوزيلندا" لمراقبة الطقس فذكر اليوم أن الرماد الناتج عن ثوران البركان وصل الآن كوينزلاند بأستراليا، وقال موقع التنبؤ بالطقس إن سحب الرماد غطت جزءا كبيرا من الولاية من الشرق إلى الغرب وسوف تغطي معظم الولاية اليوم.

وقد أحدث ثوران البركان موجات صدمة بالغلاف الجوي وموجات مد بحرية عاتية "تسونامي" امتدت لمسافات بعيدة حتى آلاسكا واليابان وأميركا الجنوبية.

في غضون ذلك، تحركت قوات الدفاع في كل من نيوزيلندا وأستراليا متوجهة إلى أرخبيل تونغا جنوب المحيط الهادي، وأقلعت طائرة للجيش النيوزيلندي من أوكلاند اليوم لتنفيذ عملية استطلاع فوق تونغا، بما في ذلك فوق الجزر الواقعة على الأطراف الخارجية للأرخبيل والتي لم يسمع عنها بعد، حيث يوجد هناك نحو 170 جزيرة في كل أرخبيل تونغا، 36 منها غير مأهولة.

وفي الوقت ذاته، تتعلق آمال بأن تجري طائرة من قوات الدفاع الأسترالية مسحا للبنية التحتية المهمة، مثل الطرق والموانئ وخطوط الكهرباء في تونغا اليوم، إذا سمحت الظروف بذلك.

وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، في مؤتمر صحفي، إن بلادها تأمل إرسال طائرة أخرى لتسليم إمدادات فورية إلى تونغا في وقت لاحق اليوم، مضيفة أنه يمكن لمروحية الهبوط في تونغا إذا لم يتضرر مهبط الطائرات هناك، ويمكن أيضا إسقاط الإمدادات من الطائرة بالمظلات و"رحلات الطيران التي جرت اليوم سوف تساعدنا في تحديد الاحتياجات اللازمة هناك".

ولا تزال جزر تونغا مقطوعة عن العالم اليوم، إذ إن الكارثة ألحقت أضرارا على ما يبدو بخط رئيسي للاتصالات.

وكتب بيتر لوند مفوض نيوزيلندا في تونغا -على فيسبوك- أن خدمة الإنترنت معطلة بعد تضرر خط تحت الماء، وقال لوند، المقيم في نوكو ألوفا عاصمة تونغا، إن الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة من المفوضية العليا وإن خدمة الهواتف المحمولة تعمل على المستوى المحلي وليس الدولي.

وتابع "إنه لوقت مروع ولكن نوكو ألوفا لا تزال صامدة، تمت إعادة التيار الكهربائي للعديد من المنازل". وأضاف "سوف تجرى عملية تنظيف كبيرة هذا الأسبوع، الرماد البركاني يغطي نوكو ألوفا".

ومن جانبها، وذكرت منظمة "أنقذوا الأطفال" في فيجي أن العائلات في تونغا يمكن أن يتعرضوا للهواء والماء غير الآمنيْن بسبب الرماد والدخان الناتجين عن ثوران البركان.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة سايرانا علي إنه طلب من الناس استخدام الكمامات والمياه المعبأة، مشيرة إلى أن دوي الانفجارات الناتج عن ثوران تونغا يمكن سماعه بوضوح في فيجي "ودعواتنا من أجل سلامة إخواننا وأخواتنا في تونغا".

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فقد غرد قائلا "أنا قلق جدا على سكان تونغا. ونحن جاهزون لإرسال مساعدات".

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تغريدة أن منظمته "مستعدة لدعم الحكومة والمساهمة بالمساعدة". كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنّها بصدد إعداد إمدادات طارئة لإرسالها إلى أرخبيل تونغا، بالتعاون مع أستراليا ونيوزيلندا.

وعلى بعد 10 آلاف كيلومتر من تونغا، قضت امرأتان غرقا في بيرو على شاطئ نايلامب شمال البلاد بسبب "أمواج غير اعتيادية" تلت ثوران البركان على ما ذكر أمس المركز الوطني لعمليات الطوارئ.

وفي كاليفورنيا بالولايات المتحدة، سجلت فيضانات بمدينة سانتا كروز ناجمة عن أمواج مد جراء تسونامي على ما أظهرت لقطات مصورة بثتها هيئة الأرصاد الجوية الوطنية. وقال مركز المسح الجيولوجي إن ثوران السبت يوازي زلزالا قوته 5.8 درجات، وقد وقع على السطح (عمق صفر كيلومتر).

المصدر : وكالات