دبلوماسي إيطالي: لبنان دولة فاشلة.. متى يتدخل العالم لإنقاذه؟

Anti-government demonstrators chant slogans and gesture during a protest as Lebanese mark one year since the start of nation-wide protests in Beirut
احتجاجات مناهضة للفساد في لبنان (رويترز)

قال السفير الإيطالي السابق لدى العراق، ماركو كارنيلوس، إن لبنان أصبح دولة فاشلة بالفعل، وإن الدول الغربية لم تمنح ما يحدث في البلد الاهتمام الذي يستحقه باستثناء فرنسا.

ودعا كارنيلوس، في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني، القوى الغربية الأخرى إلى أن تحذو حذو فرنسا وتكثف جهودها لإنقاذ لبنان.

وقال إن تعاطي مجموعة السبع، على وجه الخصوص، مع أزمة لبنان كان مخيبا للآمال، وإن الدول الغربية، بخاصة إيطاليا، التي لديها كثير من المصالح التجارية في لبنان ولديها جنود هناك ضمن بعثة الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لم تكرس بعد الاهتمام اللازم بما يجري في البلد.

وأشار إلى أن البنك الدولي قال إن الأزمة الاقتصادية في لبنان قد تكون من بين أكبر 3 أزمات اقتصادية على مستوى العالم منذ منتصف القرن الـ19، وعلّق الدبلوماسي الإيطالي بأن هناك مراحل أخرى أسوأ من السقوط، ويبدو أن لبنان يتجه نحوها.

وحذر الدبلوماسي الإيطالي، الذي شغل مناصب متعددة من بينها منسق عملية السلام في الشرق الأوسط ومبعوث الحكومة الإيطالية الخاص لسوريا، من العواقب الوخيمة للانهيار التام للدولة في لبنان الذي رأى أنه يصعب التنبؤ بتداعياته.

تداعيات خطيرة

كما حذر من أن الانهيار التام للدولة قد ينجم عنه انهيار الجيش اللبناني أيضا، وذلك سيترك الساحة خالية لحزب الله للسيطرة على البلاد، وقال إن الإخفاق التام للدولة قد يؤدي إلى انقسام الطوائف اللبنانية الرئيسة، وقد يزج بلبنان في أتون حرب أهلية أخرى.

ورأى أن انهيار لبنان ستكون له تداعيات يصعب التنبؤ بها على جيرانه، بخاصة على إسرائيل، وقد يؤدي إلى تدفق موجة جديدة من اللاجئين نحو أوروبا.

وقال إن على بعض المستشارين الغربيين والإقليميين ممن يحلمون "بفوضى خلاقة" التفكير في كل تلك العواقب المحتملة لانهيار لبنان.

وأشار إلى أن نهج الإدارة الأميركية الجديدة في التعاطي مع لبنان ما زال محصورا في حملة لمكافحة الإرهاب تركز على حزب الله، الذي يعد بالتأكيد جزءا كبيرا من المعادلة في لبنان، فهو يحمي شركاءه في الحكومة، ولكن أميركا لا يتعين عليها التركيز على حزب الله للتعامل مع شركائه.

وختم الدبلوماسي الإيطالي مقاله بأن الاختبار الجاد الأول لعزم المجتمع الدولي على حل مشكلة لبنان ينبغي أن يتضمن عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأزمة، يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الأعضاء الدائمون في المجلس يوافقون على أن انهيار لبنان سيشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، ومن ثم يتبنّون قرارًا بشأنه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

 

 

المصدر : ميدل إيست آي