فورين بوليسي: رغم نفي بايدن.. هناك أوجه شبه بارزة بين انسحاب أميركا من أفغانستان ومن فيتنام

من المتوقع اكتمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان نهاية أغسطس/آب المقبل (الصحافة الفرنسية)

عندما سُئل الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحفي الخميس الماضي عما إذا كانت هناك أوجه مقارنة بين انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وخروج الولايات المتحدة المهين من فيتنام قبل نصف قرن، نفى بشدة وجود أي أوجه شبه بين الحدثين.

ولكن مقالا تحليليا نشرته مجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركية لكبير مراسليها مايكل هيرش يرى أن بايدن ربما تسرع عندما رفض المقارنة بين الانسحاب من أفغانستان وخروج الولايات المتحدة من فيتنام.

وينقل هيرش في مقاله أن بايدن ردّ خلال المؤتمر الصحفي بأنه عندما كانت حرب فيتنام تقترب من نهايتها مطلع السبعينيات، كانت قوات فيتنام الشمالية أقوى بكثير من قوات طالبان اليوم وأنه لا يمكن مقارنتهما من حيث القدرات العسكرية.

وأكد أنه "لن يكون هناك أي ظرف تشاهدون فيه انتشال الناس (لإجلائهم) من فوق سطح سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان".

وأضاف بايدن أن قوات الأمن الأفغانية التي تدعمها الولايات المتحدة قوامها 300 ألف شخص وهي مجهزة تجهيزا جيدا كأي جيش في العالم، وبوجود قوة جوية ضد قوات طالبان التي تقدر بنحو 75 ألفا فإنه "ليس من الحتمي" أن تنهار الحكومة الأفغانية كما حدث لحكومة فيتنام الجنوبية.

"فيتنام بايدن"

ويرى هيرش أن بايدن ربما تسرع في رفض تلك المقارنة، فعلى الرغم من كون قوات فيتنام الشمالية حينئذ أفضل تجهيزًا من طالبان الآن، فإن القوات الأفغانية المحبطة قد تخلّت عن أجزاء كبيرة من البلاد خلال 3 أشهر منذ إعلان بايدن قرار سحب القوات الأميركية.

وإذا اشتدت إراقة الدماء في أفغانستان بعد اكتمال انسحاب القوات الأميركية في 31 أغسطس/آب المقبل، كما أجمعت عليه توقعات المراقبين، فإن الجمهوريين الذين يبحثون عن نقاط ضعف في حكم بايدن قد يجعلون عبارة "فيتنام بايدن" شعارا للمرحلة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 أو حتى خلال انتخابات 2022، وفق تحليل هيرش.

وكان النائب الديمقراطي من ولاية فرجينيا، جيري كونولي، قد حذر خلال جلسة استماع للجنة من القوات المسلحة في مجلس النواب في مايو/أيار من العام الجاري من أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان يحمل "بعض أوجه الشبه المخيفة" مع الانسحاب من فيتنام، وقال إنه "يبدو أن اللعبة الأميركية هي تقليص الخسائر والمغادرة والأمل في أن يحدث الأفضل، فالمشكلة لا تعنينا".

وأوضح تحليل المجلة أن السفير الأميركي السابق في أفغانستان ريان كروكر، و سياسيون آخرون من منتقدي الانسحاب من أفغانستان، يرون أن الاتفاق الذي أبرمه بايدن مع طالبان يحمل أوجه تشابه غير مريحة مع ما فعلته إدارة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون عندما همشت الحكومة الفيتنامية الجنوبية في اتفاقيات باريس للسلام مع فيتنام الشمالية.

فقد تفاوضت إدارة بايدن مع طالبان في أفغانستان، واكتفت بتقديم وعود كلامية للحكومة الأفغانية، تمامًا كما فعل نيكسون مع الحكومة الفيتنامية الجنوبية.

وختم هيرش مقاله برأي كروكر الذي يعدّ الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي بدأته إدارة ترامب وتبنّته وإدارة بايدن خيانة للحكومة الأفغانية المنتخبة ديمقراطيًّا، رغم مساوئها، والتي دعمتها واشنطن باعتبارها السلطة الشرعية للبلاد.

وصرح في مقابلة بأن "بايدن تفوق على ترامب، وأراهن على أن هذه هي المرة الأخيرة التي سيلتقي فيها الرئيس (الأفغاني) أشرف غني بالرئيس بايدن".

المصدر : فورين بوليسي