الطرفان أنهيا نزاعا تجاريا قديما.. قمة بين واشنطن وبروكسل لإصلاح العلاقات

ذكرت مصادر أوروبية أن الرئيس بايدن يسعى إلى تهدئة التوترات التجارية مع الحلفاء الأوروبيين قبل اجتماعه المرتقب غدا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

EU - USA Summit in Brussels
بايدن رفقة رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية قبل انطلاق القمة الأوروبية الأميركية (الأناضول)

انطلقت في العاصمة البلجيكية (بروكسل) القمة الأميركية الأوروبية، التي تجمع الرئيس الأميركي جو بايدن، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسةِ المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فيما اتفق الطرفان على تسوية نزاع بشأن دعم قطاع الطيران استمر لمدة 17 عاما.

وتبحث القمة العلاقات بين الطرفين، فضلا عن مسائل عدة، أبرزها توحيد المواقف تجاه الصين وروسيا، كما تناقش القمة ملفات أخرى خاصة التجارة وقضايا الدفاع. ويتوقع أن يتم الإعلان عن تأسيس مجلس مشترك يدير العلاقات التجارية بين الجانبين.

ويأمل الأوروبيون أن يكون الاجتماع بداية لعودة العلاقات بين ضفتي الأطلسي إلى مسارها التقليدي، بعد سنوات من التوتر في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وتأتي القمة الأوروبية الأميركية بعد يوم من مشاركة الرئيس بايدن، وهو الذي ينحدر من أيرلندا، في قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، وبعد يومين من المشاركة في قمة مجموعة السبع، وهي محطات ضمن أول زيارة خارجية للرئيس الأميركي منذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.

إصلاح الأضرار

وتهدف القمة بين واشنطن وبروكسل لإصلاح العلاقات بينهما، بعدما طالها من أضرار إبان حكم الرئيس الأميركي السابق ترامب، والذي فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي، وشجع خروج بريطانيا من الاتحاد، وقلل من أهمية حلف شمال الأطلسي.

تهدف القمة بين واشنطن وبروكسل لإصلاح العلاقات بينهما، بعدما طالها من أضرار إبان حكم الرئيس الأميركي السابق ترامب، والذي فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي، وشجع خروج بريطانيا من الاتحاد.

وقال مراسل الجزيرة في بروكسل، عبد الله الشامي، إن مواجهة التحديات التي تفرضها الصين وروسيا لا تطرح فقط في القمة الأوروبية الأميركية؛ بل كانت حاضرة بقوة في أعمال قمة قادة حلف الناتو.
وأضاف المراسل أن القادة الأوروبيين وجهوا رسائل طلبوا من بايدن أن يبلغها لنظيره بوتين عندما يلتقيه غدا، ومفادها أن باب الحوار مع موسكو مفتوح طالما لم يتدخل في شؤون دول أوروبا الشرقية، خاصة ما يتعلق بمسائل التجسس وتهديد سيادة الدول.

وذكرت وكالة "رويترز" (Reuters) أن مسودة البيان الختامي للقمة ذكرت بأن واشنطن وبروكسل ستلتزمان بإنهاء الخلاف على دعم الطائرات، وخلاف آخر على رسوم عقابية تتعلق بالصلب والألمنيوم. وكانت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، قد تباحثت بشأن الخلاف على دعم الطائرات في اجتماع مع نظيرها الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، أمس الاثنين، ومن المقرر أن يجريا المزيد من المحادثات اليوم.

نزاع الطيران

وقرر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، تعليق الرسوم الجمركية العقابية المتبادلة، المتصلة بالنزاع بين شركتي الطيران "إيرباص" (Airbus) و"بوينغ" (Boeing)، وذلك لمدة 5 سنوات أخرى، وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية قائلة "بدأ هذا الاجتماع بانفراجة بشأن الطائرات. هذا يفتح صفحة جديدة في العلاقات حقا، إذ تحولنا من التقاضي إلى التعاون فيما يخص الطائرات"، وقد دخل الطرفان منذ سنوات طويلة في نزاع تجاري بشأن دعم قطاع الطيران لدى منظمة التجارة العالمية.

ويقول دبلوماسيون إن تجميد الخلاف الأميركي الأوروبي المتعلق بدعم عملاقي الطيران إيرباص الأوروبية وبوينغ الأميركية، سيتيح المزيد من الوقت للطرفين للتركيز على جدول أعمال أشمل يتضمن المخاوف المتعلقة بنموذج الاقتصاد، الذي تقوده الصين ثاني كبرى اقتصادات العالم.

ونقل موقع "يورونيوز" (Euronews) الإخباري -عن مصادر لم يسمها- أن بايدن يسعى إلى تهدئة التوترات التجارية مع الحلفاء الأوروبيين، قبل اجتماعه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غدا الأربعاء، في العاصمة السويسرية (جنيف).

المصدر : الجزيرة + وكالات