يسمونه مجنون.. تعرف على معتقل السجناء السياسيين في ميانمار

كل السجون في ميانمار جحيم على الأرض من صنع الإنسان.

Insein prison in Yangon
سجن إنسين كما يبدو من أعلى (مواقع التواصل)

منذ 134 عامًا وسجن إنسين (Insein) يقف نصبا تذكاريا شاهدا على الأنظمة الوحشية الاستبدادية التي تعاقبت على دولة ميانمار (بورما) سابقا.

هذا ما بدأ به الكاتب ريتشارد بادوك تقريره بصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) استعرض فيه ما يعنيه هذا السجن العتيق الذي بناه المستعمر الإنجليزي بالنسبة لهذا البلد الآسيوي الذي يعيش منذ بداية فبراير/شباط 2021 قلاقل إثر انقلاب الجيش على الحكومة المدنية المنتخبة.

ولئن كانت كتابة اسم هذا السجن Insein تختلف عن كتابة الكلمة الإنجليزية Insane التي تعني "المجنون" فإن الكلمتين، وفقا للكاتب، تتفقان في النطق والأثر.

ولفت الكاتب إلى أن هذا السجن، المصمم على شكل بيتزا، معتقل سيئ الصيت لظروفه القاسية وما يعانيه نزلاؤه داخله من تعذيب منذ نصف قرن على يد الدكتاتورية العسكرية التي تهيمن على البلاد.

ومنذ انقلاب الجيش في فاتح فبراير/شباط، أصبح السجن القديم جزءًا أساسيًا من الحملة المستمرة ضد الحركة المؤيدة للديمقراطية بالدولة الواقعة جنوب شرق آسيا، وقد ذكرت جماعة حقوقية أن المجلس العسكري اعتقل أكثر من 4300 شخص منذ استلائه من جديد على السلطة، وكانت الوجهة الأساسية لهم هي سجن "إنسين" الذي يعد الأبرز من بين 56 سجنًا في البلاد.

وفي مقابلات لهم مع "نيويورك تايمز" رسم حارس متقاعد من سجن إنسين و10 سجناء سابقين صورة للظروف المروعة والبؤس الإنساني في المؤسسة سيئة السمعة، وحذر الكثير منهم من أن يُجبر جيل جديد من السجناء السياسيين على تحمل نفس المعاملة المروعة التي عاشها أسلافهم إذا ما سُمح للجيش بالبقاء في السلطة.

فخلال الفترة الأولى من الحكم العسكري من عام 1962 إلى 2011، كان النظام الجنائي يحتجز في كثير من الأحيان آلاف السجناء السياسيين في وقت واحد، وفقا للكاتب.

وكان لمعتقل إنسين، حسب التقرير، النصيب الأكبر من هؤلاء، حيث كانوا يوضعون في زنزانات بدورات مياه بدائية وبطانيات مهلهلة ينامون عليها على سطح صلب، وكان المعتقلون يحصلون على ما كان بالكاد يسد رمقهم من الطعام الذي لم يكن صالحا للأكل تقريبا، إذ لا يتكون إلا من أرز مختلط بالرمل والحجارة الصغيرة مع عظام وأوتار بدلا عن اللحم.

وينقل الكاتب عن سجناء سياسيين سابقين قولهم إنهم كانوا يتعرضون للضرب بشكل متكرر وأحيانًا الحروق والصعق بالكهرباء وأجبروا على الزحف فوق الصخور الخشنة وحبسوا في غرف مخصصة للكلاب.

وذكر الضحايا كذلك أن المحققين كانوا يضعون الملح في جرح السجين أو يضعون كيسًا بلاستيكيًا على رأسه حتى يفقد وعيه، وفقا للكاتب.

ومن جانبها ذكرت منظمة العفو الدولية عام 1995 أن السجناء في ميانمار كانوا يتعرضون للضرب "في بعض الأحيان حتى فقدان الوعي".

ووفق تقرير نيويورك تايمز، فإن فرع المخابرات العسكرية القوي كان له مركز استجواب في إنسين، حيث كان يستدعي السجناء ليلًا أو نهارًا لجلسات تعذيب.

ونقل الكاتب عن أحد من أطلق سراحه قوله إنه شُخص بعد خروجه من السجن بأنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، مضيفا "كل السجون في ميانمار جحيم على الأرض من صنع الإنسان".

المصدر : نيويورك تايمز