أشكنازي يزور القاهرة.. حراك سياسي لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وبحث إعادة الإعمار

زيارة أشكنازي (يسار) ستكون أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي للقاهرة منذ عام 2008 (رويترز)

يتوجّه وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد، وسط حراك سياسي لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ووضع ترتيبات خطة إعادة الإعمار.

وتعد زيارة أشكنازي لمصر -والتي يلتقي خلالها نظيره المصري سامح شكري- أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي إلى القاهرة منذ عام 2008.

وتتزامن الزيارة مع جولة لرئيس جهاز المخابرات المصري عباس كامل تشمل رام الله وغزة وتل أبيب، وذكرت مصادر إسرائيلية أنه سيجري مباحثات حول تثبيت وقف إطلاق النار.

وقد وصل السبت وفد أمني مصري إلى قطاع غزة عبر معبر "بيت حانون" (إيريز) شمالي القطاع، في زيارة هي الرابعة له إلى غزة، للترتيب لزيارة عباس كامل المتوقعة يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين، بحسب الترتيبات النهائية.

صفقة تبادل

من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن مباحثات كافة الأطراف عبر الوسيط المصري ستبحث بالإضافة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وخطة إعمار القطاع، صفقة تبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

وفي رام الله، بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس مع وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند ضرورة ملء الفراغ السياسي من خلال مسار سياسي جدي ضمن إطار دولي متعدد، ينهي الاحتلال ويضمن قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن رئيس الوزراء أطلع الوزيرة السويدية خلال اجتماع افتراضي السبت على الجهود المبذولة من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتوفير الدعم المالي اللازم لذلك، مؤكدا على ضرورة أن تكون العملية متواصلة وعبر عنوان واحد هو السلطة الوطنية، وهناك فريق وطني لإعادة الإعمار قادر على مواصلة العمل.

دعم أميركي

في غضون ذلك، أفاد بيان لوزارة الدفاع الأميركية بأن الوزير لويد أوستن أكد في اتصال بنظيره الإسرائيلي بيني غانتس دعم الإدارة الأميركية للبناء على وقف إطلاق النار لإرساء أمن دائم، وقال البيان إن أوستن جدد التأكيد على دعم الولايات المتحدة أمن إسرائيل.

من جهة ثانية، يزور رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الولايات المتحدة الشهر المقبل، حيث سيناقش مع المسؤولين الأميركيين ما تصفها إسرائيل بالتحديات المشتركة للتهديد الإيراني، ومشروع طهران النووي، وحزب الله، وتداعيات الحرب على غزة، وتهديد الصواريخ الدقيقة.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قام بجولة في المنطقة يومي الأربعاء والخميس الماضيين شملت إسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن، سعى خلالها لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وحشد المجتمع الدولي لدفع جهود الإغاثة في غزة.

وأكد بلينكن خلال الزيارة على تجنب الأعمال المختلفة التي يمكن أن تؤدي -بقصد أو بغير قصد- إلى اندلاع جولة أخرى من العنف، مشيرا إلى أنه سمع خلال زيارته للمنطقة -من الإسرائيليين مباشرة، ومن حماس بشكل غير مباشر- أن الطرفين يريدان الحفاظ على وقف إطلاق النار.

في الأثناء، خرجت مظاهرة حاشدة أمام النصب التذكاري "لنكولن" في العاصمة الأميركية واشنطن، تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ورددوا شعارات تندد بالممارسات الإسرائيلية، كما طالبوا بوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.

وتشكل هذه المظاهرة امتدادا لعدة مسيرات في عدد من الولايات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة، تضامنا مع القضية الفلسطينية.

الموقف القطري

من جهة أخرى، قالت لولوة الخاطر مساعدة وزير الخارجية القطري، المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية، إن دولة قطر تبقى مستعدة للقيام بأي دور من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأوضحت أن على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها وتطبيق القرارات الدولية من أجل التوصل إلى حل، مشيرة إلى أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر.

وأضافت لولوة الخاطر "مرة أخرى نحن لا نتحدث عن اعتداء من طرفين. نحن نتحدث عن دولة تملك السلاح النووي وجيشها واحد من أكثر جيوش العالم تطورا، وأناس بدون دولة يعانون منذ عقود".

وأشارت المتحدثة القطرية إلى أن عشرات الأطفال قتلوا في الجانب الفلسطيني وهم ليسوا أعضاء في حركة حماس، كما أن الضحايا ليسوا دائما من الفلسطينيين فقط، حيث قتلت القوات الإسرائيلية عام 2003 الناشطة الأميركية راشيل كوري.

وتابعت قائلة "إذن مرة أخرى الأمر لا يتعلق باعتداء من طرفين، إنه في الأساس احتلال، وإسرائيل هي آخر قوة استعمارية نعرفها في عصرنا".

من ناحيته، طالب السفير الفلسطيني في الجزائر أمين مقبول الدول العربية والإسلامية بالضغط على المجتمع الدولي، لمحاكمة الزعماء الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لارتكابهم جرائم حرب، حسب وصفه.

وجاء ذلك خلال مشاركة السفير الفلسطيني في ندوة قانونية في الجزائر خصصت للعمل الإنساني، حيث دعا مشاركون إلى توثيق جرائم الاحتلال، وتفعيل الآليات القانونية الكفيلة بمتابعته في المحاكم الدولية.

المصدر : الجزيرة + وكالات