واشنطن بوست: لأول مرة منذ عقدين.. احتجاجات حاشدة لعرب إسرائيل

تشييع جثمان شاب من عرب الداخل استشهد برصاص مسلح إسرائيلي في اللد (الأناضول)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إن المواطنين العرب في إسرائيل (الفلسطينيين داخل الخط الأخضر) نزلوا إلى الشوارع لأول مرة منذ عقدين من الزمن بأعداد مهولة احتجاجا على تصاعد الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضافت أنه بينما تعد الاضطرابات في الأراضي المحتلة (الضفة والقطاع) أمرا مألوفا فإن تدفق الدعم من مواطني إسرائيل العرب إلى الفلسطينيين في القدس وغزة والتنفيس عن الغضب بالمدن الإسرائيلية التي تضم عددا كبيرا من السكان العرب؛ يشكل تحديا نادرا على الجبهة الداخلية لإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن المظاهرات -التي خرجت في المدن ذات الغالبية العربية أو التي يقطنها خليط من العرب واليهود- سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة ومجموعات يهودية متطرفة.

وقالت إن مقاطع فيديو قد انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لإسرائيليين يهود متشددين يرشقون بالحجارة سيارات مواطنين إسرائيليين عرب بمدينة الرملة. وفي مدينة اللد المجاورة القريبة من مطار إسرائيل الدولي هاجم عرب الداخل عدة معابد ومتاجر يهودية، فيما اندلعت اشتباكات وأعمال شغب في مدن أخرى من بينها حيفا وعكا وسخنين، وفقا للصحيفة.

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -أول أمس الأربعاء- حالة الطوارئ في اللد التي شهدت أسوأ أعمال العنف إثر مقتل شاب عربي إسرائيلي يبلغ من العمر 25 عاما برصاص يهودي مساء الاثنين الماضي، وهذه هي المرة الأولى التي تعلَن فيها حالة الطوارئ داخل البلدات العربية بإسرائيل منذ عام 1966، عندما رفعت إسرائيل القيود المفروضة على حركة العرب بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، وفقا للصحيفة.

ونقلت واشنطن بوست عن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد القول إن 270 شخصا اعتقلوا الثلاثاء الماضي في شتى أنحاء البلاد؛ إثر الاضطرابات وأعمال الشغب واسعة النطاق.

كما نقلت عن قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي القول إننا "لم نشهد مثل هذا النوع من العنف منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2000″، في إشارة إلى الانتفاضة الجماهيرية الفلسطينية التي استمرت 5 سنوات وقتل خلالها آلاف الإسرائيليين والفلسطينيين.

مظالم

وأورد تقرير واشنطن بوست رأي حسن جبرين -المدير العام لمركز "عدالة" وهو مركز قانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل- والذي قال إنه لم ير مثل هذا النوع من "الخوف والقلق على سلامة السكان العرب" منذ عقدين.

ويرى محللون سياسيون ونشطاء عرب أن الاحتجاجات التي تشهدها البلدات العربية في الداخل الإسرائيلي تعكس مظالم على مدى عقود تتعلق بوضع العرب وأمنهم داخل إسرائيل.

كما يرى رامي يونس -الكاتب والمخرج العربي من مدينة اللد- أن من بين أسباب اندلاع الاحتجاجات الحالية الغضب المتراكم منذ سنوات في أوساط عرب الداخل، وقال إنه "يبدو أن هناك جيلا جديدا لا يعرف الخوف والمداراة، سئم من الاعتداءات على العرب واضطهادهم".

المصدر : واشنطن بوست