إيكونوميست: عدد سكان الصين ينكمش.. تداعيات ذلك على البلاد ستكون هائلة

سياسة الطفل الواحد هل تنتهي
إيكونوميست: يبدو من الواضح أن الصين لديها مشكلة ديمغرافية حتى قبل الإصدار الرسمي لنتائج التعداد (الجزيرة)

ذكرت مجلة إيكونوميست (The Economist) أن الحزب الشيوعي الصيني عرف منذ مدة طويلة، كنتيجة لسياسة الطفل الواحد الصارمة، أن عدد سكان البلاد سوف يصل إلى الذروة قريبا ثم يبدأ بالانكماش، ومع ذلك فقد أذهله مدى السرعة التي اقتربت بها تلك اللحظة، ويبدو أنها قد حانت.

وأشارت المجلة البريطانية إلى أن الصين أكملت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تعدادها العشري السابع، وقالت إنها ستعلن النتائج في أوائل أبريل/نيسان الحالي.

وألمحت إلى أنه مع اقتراب مايو/أيار دون إعلان النتائج، ظهرت تسريبات تشير إلى أن النتائج لم تنشر لأنها صادمة للغاية، والحزب في حيرة من أمره حول كيفية نقل الأخبار إلى الشعب القلق.

ونقلت إيكونوميست عن صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) في 27 أبريل/نيسان أن الإحصاء سيظهر أن عدد السكان قد انخفض إلى ما دون 1.4 مليار، ولا يزال أعلى من 1.34 مليار في تعداد 2010، ولكنه أقل مما كان عليه في العام السابق.

وأردفت المجلة أن التسريبات تخطئ أحيانا، أو تعكس تقديرات مبكرة تراجع لاحقا، لكن إذا كان هذا صحيحا، فإن الأرقام الجديدة تثير أسئلة مقلقة للحزب.

ويبدو من الواضح أن الصين لديها مشكلة ديمغرافية حتى قبل الإصدار الرسمي لنتائج التعداد، فالبيانات الإقليمية الحديثة حول أعداد المواليد تشير إلى الانخفاض. وتقدم الأرقام المحلية الخاصة بتسجيل المواليد الجدد من جميع أنحاء الصين (منفصلة عن التعداد) نظرة عامة لما ستظهره أرقام التعداد على الأرجح.

وهناك أيضا مؤشرات على أن معدل الخصوبة الإجمالي في البلاد (عدد الأطفال المتوقع أن تنجبهم المرأة في حياتها)، قد انخفض بشكل أسرع وأبعد مما كان يعتقد سابقا.

الصين لن تقبل أبدا أعدادا كبيرة من المهاجرين، ولذلك ستتمتع الولايات المتحدة بميزة كبيرة. وفي السنوات العشر أو العشرين القادمة، ستستمر الصين في الأداء الجيد، ولكن بعد ذلك ستستعيد الولايات المتحدة القيادة ولن تلحق الصين بالركب

وترى المجلة أن مثل هذه الأرقام ترسم صورة محبطة للحزب الشيوعي، حيث انخفض عدد السكان في سن العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عاما، وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما من 10.4% في عام 2000 إلى 17.9% في عام 2018، وآخر تخمين أنه بحلول عام 2050 سيكون ثلث الصينيين في الستينيات من العمر أو أكبر.

وأضافت أن معدلات المواليد المنخفضة ستزيد من الضغط على الحزب للتخلي عن جميع سياساته القسرية لتحديد النسل.

ويعتقد جيمس ليانغ الخبير الاقتصادي في كلية غوانغو للإدارة بجامعة بكين، أن التركيبة السكانية المشوهة في الصين ستحد من حجم سوقها ومخزون المواهب، وبالتالي ستعيق صعودها.

ويقول إن الصين لن تقبل أبدا أعدادا كبيرة من المهاجرين، ولذلك ستتمتع الولايات المتحدة بميزة كبيرة. وفي السنوات العشر أو العشرين القادمة، ستستمر الصين في الأداء الجيد، ولكن بعد ذلك "ستستعيد أميركا القيادة ولن تلحق الصين بالركب".

واختتمت المجلة تقريرها بأن انخفاض معدل المواليد سيؤدي إلى معركة أخرى، فالخطة الاقتصادية الخمسية التي أعلن عنها في أكتوبر/تشرين الأول، تتضمن خططا غامضة لزيادة سن التقاعد في البلاد، وهذا لن يحظى بشعبية كبيرة. كما أن إطالة عمر العمل يهدد بتدهور الخصوبة أكثر لأن العديد من العائلات تعتمد على الأجداد لرعاية الأطفال، ومن ثم ليس هناك حلول سهلة.

المصدر : إيكونوميست