مقال في أوبزرفر: أين كان المحتجون عندما كان الروهينغا يقتلون؟

هناك محاولات للتقارب بين النشطاء الديمقراطيين ونشطاء الروهينغا قد تتطور إلى حركة حقيقية.

محتجون يرفعون لافتات مطالبة بوضع حد للدكتاتورية العسكرية في ميانمار (رويترز)

لئن كان احتجاج المتظاهرين في ميانمار على الانقلاب الذي أطاح بحكومة أونغ سان سوتشي المنتخبة ديمقراطيا يستحق الإشادة، فإنه كذلك يطرح سؤالا صعبا وغير مريح: أين كان هؤلاء عندما تعرض الروهينغا لحملة تطهير وحشية؟

السؤال طرحه كنعان مالك في مقال له بصحيفة أوبزرفر (Observer) استغرب فيه غياب كل هذه المسيرات والصراخ والتحدي على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث نظم التاتماداو (جيش ميانمار) حملة وحشية من التطهير العرقي ضد شعب الروهينغا، ودمر قراهم وقتل الآلاف، وأجبر مئات الآلاف على الفرار إلى دولة بنغلاديش المجاورة.

ووصف الكاتب الاحتجاجات الحالية بأنها تحد وطني شجاع ومثير للإعجاب، ويردد أصداء احتجاجات مماثلة في روسيا وبيلاروسيا وأماكن أخرى.

لكن هؤلاء لم يهتموا بالمحنة التي عاشها الروهينغا المسلمون، الذين يعيشون في الأغلب في ولاية راخين الشمالية الغربية، المتاخمة لبنغلاديش، وهم أكثر الجماعات العرقية تعرضا للاضطهاد في ميانمار.

ورغم أن الروهينغا عاشوا في راخين لأجيال، فإنهم يعاملون -رسميًا وبشكل غير رسمي- بوصفهم أجانب، وتشير السلطات إليهم "بالبنغاليين"، ورفض تعداد 2014 إدراج الروهينغا كفئة عرقية من ميانمار.

وأضاف الكاتب أن المجلس العسكري الذي وصل إلى السلطة في ميانمار عام 1962 (بورما سابقا) أثار الكراهية ضد الروهينغا كوسيلة لتعزيز الدعم له. وبدأت حملته الأخيرة والأكثر شراسة ضدهم عام 2017، بحجة مكافحة "الإرهابيين"، ونفذ الجيش برنامج تطهير عرقي، اعتبر كثيرون أنه ينطوي على "نية الإبادة الجماعية"، وهي حملة قمع وحشية تضاهي قمع الصين للإيغور.

 

وقدمت أونغ سان سوتشي غطاء للشرعية الديمقراطية، كما قدمت غطاءً للوحشية ضد الروهينغا. وشارك العديد من أعضاء "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" في المنظمات المتطرفة المناهضة للروهينغا، والتزمت أونغ سان نفسها الصمت في البداية، ثم رفضت مزاعم الفظائع ووصفتها بأنها "أخبار مزيفة"، وفي النهاية دعمت حملة الجيش ضد "الإرهابيين". وفي عام 2019، دافعت بنفسها عن الجيش ضد تهم الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وزعم أنصارها أنه لم يكن لديها خيار آخر، وأنه لم يكن من الممكن تحدي قوة الجيش؛ إذ إنها لو فعلت ذلك فسينقلب عليها.

والآن -يقول كنعان- إن هناك قصصا عن روابط جديدة بدأت تنشأ بين الحركة الديمقراطية ونشطاء الروهينغا، وانضم العديد من الروهينغا إلى الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، في وقت يبدو أن عداء الديمقراطيين تجاه الروهينغا قد انخفض، وبدأت النقابات العمالية أيضًا إقامة علاقات جديدة مع النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الروهينغا.

ويختتم الكاتب: ويبقى أن نرى إذا كانت خطوات المحاولة هذه ستتطور إلى حركة حقيقية، لكن الشيء الوحيد المؤكد أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية ما لم تكن شاملة للجميع، وضامنة لحقوق متساوية للجميع.

المصدر : أوبزرفر