ما قصة إشارة 3 أصابع التي اختارها المحتجون في ميانمار شعارا لهم؟

هذا الشعار قبل أن يصل إلى العاصمة القديمة لميانمار يانغون أو الجديدة نايبيداو، كان منتشرا في شوارع تايلند بعد انقلاب 2014 قبل أن يحظره المجلس العسكري هناك، ثم في شوارع هونغ كونغ خلال مظاهرات 2019 و2020

Health workers join protest against military coup in Myanmar
عمال الصحة أول من استخدم شعار الأصابع الثلاثة في بداية الحراك بميانمار (الأناضول)

مع توسع زخم الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري في ميانمار، تبنى النشطاء في هذا البلد تحية الأصابع الثلاثة شعارا لحراكهم.

ورفع المتظاهرون المناهضون للانقلابيين يدا ممدودة للتحية مع طي الإبهام والخنصر كشعار أول مرة في الثالث من فبراير/شباط الحالي، واقتصر ذلك في البداية على الفريق الطبي في العاصمة.

لكن هذا الرمز المستوحى من سلسلة أفلام "مباريات الجوع" (Hunger Games) انتشر بين المحتجين الشباب، وكذلك بين كبار السن الذين لا يعرفون -في الأغلب- مغزى هذا الشعار، وربما لم يشاهدوا السلسلة ولا قرؤوا مؤلفات سوزان كولنز الخيالية.

وترى مجلة "لوبوان" (Le Point) التي أوردت التقرير الحالي عن هذا الشعار؛ أن وجه الشبه بين احتجاجات ميانمار وسلسلة "مباريات الجوع" يكمن في كون الشباب في هذه السلسلة ثاروا على القوة التي جسدها الدكتاتور الرهيب زعيم البلد الخيالي كوريولانوس إسنو، كما هي حال شباب ميانمار الثائرين اليوم على ما يرونه "طاغية" يريد وأد ديمقراطيتهم.

Teachers Protest Against Military Coup At Yangon University
الشعار قبل أن يصل إلى ميانمار انتشر في شوارع تايلند بعد انقلاب 2014. (غيتي إيميجز)

واستخدم ثوار "مباريات الجوع" شعار 3 أصابع لجذب انتباه من يحبون، وهو دليل عندهم على الاحترام والإعجاب، وكلما تطورت الملحمة ازدادت أهمية هذه الإشارة الصامتة والبليغة في الوقت ذاته؛ مما يدل على معارضة استبداد "إسنو"، ويظهر التضامن الذي يجب أن يتحلى به الجميع في مواجهته.

وترى لوبوان أن استخدام مثل هذا الشعار في ميانمار مثير للاهتمام، خاصة أنها دولة معزولة لفترة طويلة عن العالم وموضاته.

لكن المجلة تستدرك قائلة إن هذا الشعار قبل أن يصل إلى العاصمة القديمة لميانمار يانغون أو الجديدة نايبيداو، انتشر في شوارع تايلند بعد انقلاب 2014، قبل أن يحظره المجلس العسكري هناك، ثم في شوارع هونغ كونغ خلال مظاهرات 2019 و2020.

وتختم المجلة بقولها إذا كان ثوار "مباريات الجوع" تمكنوا في نهاية المطاف من التخلص من الرئيس القاسي "إسنو"، فهل سيتحول الخيال إلى حقيقة في ميانمار ويتخلص المحتجون من حكامهم القاسين؟

المصدر : الصحافة الفرنسية