حرب اليمن.. مساعي إدارة بايدن فرصة للسلام واستعادة المسار السياسي
يتوقع مراقبون أن تسهم قرارات إدارة بايدن في تحريك المسار السياسي لحل أزمة اليمن ولكنهم يشددون على ضرورة استيعاب جذور الصراع
يأمل اليمنيون أن تسهم سياسة الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جون بايدن في وقف الحرب وطي مآسي 6 سنوات من الصراع. يأتي ذلك بعد إعلان إدارة بايدن قبل أيام وقف كافة أشكال الدعم العسكري للحرب في اليمن، وإلغاء قرار الرئيس السابق دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية.
فقد أبدت إدارة بايدن اهتماما خاصا بالأزمة اليمنية من خلال تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثا خاصا إلى اليمن، للدفع بحل سياسي للصراع، كما كثف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث مؤخرا تحركاته في محاولة لإحداث اختراق في حالة التصلب التي يبديها طرفا الصراع، وشمل نشاط المبعوث الأممي دول الإقليم المؤثرة، وكانت آخرها زيارته الأولى لطهران منذ توليه المنصب.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsما وراء الخبر- عين مبعوثا أميركيا خاصا.. ما خطة بايدن لإنهاء حرب اليمن؟ما وراء الخبر- عين مبعوثا ...
خبراء يقيّمون إستراتيجيته.. رؤية بايدن الثلاثية هل تدفع نحو إنهاء الصراع في اليمن؟خبراء يقيّمون إستراتيجيته.. ...
ويتوقع سياسيون أن يدفع التوجه الأميركي الجديد باتجاه تحريك ملف المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، لكنهم يشددون على استيعاب ظروف الحرب وأطرافها، ومسبباتها، وإشراك اليمنيين في خلق حل نهائي للحرب.
فرصة للحل
ويرى مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية أن إدارة بايدن تختلف عن إدارة ترامب التي تماهت مع السعودية والإمارات في كثير من القضايا.
ويعتبر الرحبي -في حديثه للجزيرة نت- أن قرار التراجع عن تصنيف جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب، ووقف الدعم اللوجيستي والمخابراتي للسعودية والإمارات؛ يأتي من أجل إعطاء فرصة للوصول إلى حل سياسي للقضية اليمنية، وللضغط من أجل إنهاء الحرب.
ويستدرك الرحبي قائلا "لا يمكن للحوثيين الوصول مع الدولة إلى حل سياسي، لأنهم عبارة عن مليشيات مسلحة خارج إطار الدولة، ولا يؤمنون بالحل السياسي"، ويضيف أن التحالف العربي "لم يكن صادقا في إنهاء الانقلاب الحوثي بصنعاء، بل أضاف انقلابا آخر في مدينة عدن، ونفذه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، فخلق مليشيات في عدن وسقطرى، ومشاكل في حضرموت والمهرة".
ويرى مستشار وزير الإعلام اليمني أن فشل التحالف بقيادة الرياض في دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أسهم في إضعافها وخلخلتها، وعدم السماح لها بممارسة عملها داخل اليمن.
ويعتقد الرحبي أن إنهاء الحرب في اليمن لن يكون إلا بدعم الحكومة اليمنية والجيش من أجل إنهاء الانقلابيين في عدن وصنعاء، مشددا على ضرورة الضغط على جماعة الحوثي لبدء بناء جسر الثقة، كإطلاق سراح المختطفين، ووقف إطلاق النار.
اليمن مع وقف الحرب وتحقيق السلام ولكن وقف الحرب لا يكون من طرف واحد، وكما اننا دعاة سلام فنحن رجال حرب، وامن ومصالح السعودية من امن ومصالح اليمن.
ننصح شركات الطيران بعدم استخدام المطارات السعودية لأنها تستخدم لاغراض عسكرية في العدوان والحصار على اليمن.
— محمد البخيتي(Mohammed Al-Bukaiti) (@M_N_Albukhaiti) February 10, 2021
التمهيد للحل
من جانب آخر، يقول عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي محمد المقالح للجزيرة نت إن الحرب في اليمن كانت في الأصل سعودية بموافقة أميركية، بعد أن شعرت الرياض بأن المنطقة سُلمت لإيران.
ويرى المقالح أن قرارات إدارة بايدن تعبر عن موقف الحزب الديمقراطي بكل قياداته ورموزه، في مسعى منه لإعادة الوضع ليتسق مع توجهه الرامي إلى إيقاف الحرب.
ويتوقع المسؤول الحوثي أن يسهم هذا التوجه في التمهيد للحل، لكنه يرى أن الحل يبقى بيد اليمنيين، وعليهم إنجازه، داعيا السياسيين والمثقفين إلى تقديم مبادرات حل تضمن استقرار ووحدة اليمن.
ويعتقد عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين أن الحرب قد استنفدت أهدافها، وما يحصل اليوم يعد اقتتالا داخليا، و"كأن المطلوب من اليمنيين الاقتتال في إطار التآمر على اليمن ووحدته، والتآمر على العرب بشكل عام". وشدد المتحدث نفسه على ضرورة ارتفاع الأصوات من النخب السياسية والمثقفة من أجل إيقاف الحرب، وهو ما يساعد في خلق حل داخلي نابع من اليمنيين.
ويطرح المقالح وجهة نظر خاصة ترى أن تعيين واشنطن مبعوثا خاصا باليمن سيساعد في الذهاب إلى السلام، إلا أن هذه الخطوة لم تعجب بريطانيا صاحبة النفوذ في الملف اليمني، رابطا بين زيارة المبعوث الأممي غريفيث إلى طهران وبين هذا الانزعاج البريطاني.
جذور المشكلة
في السياق ذاته، يعتبر المحلل السياسي نبيل البكيري أن هذه التوجه من قبل إدارة بايدن بخصوص الملف اليمني ليس إستراتيجيا، بقدر ما هو ردة فعل على قرارات إدارة الرئيس الأميركي السابق.
ولا يتوقع البكيري حدوث تغير جذري فيما يتعلق بالحرب اليمنية، لأن كل هذه الخطوات المتخذة لا تنبع من تقييم حقيقي ودقيق لجذور الأزمة، ويضيف أنه في حال وقفت الحرب بضغط إقليمي، فإنها ستستمر داخليا، لأن أسبابها المتمثلة في الانقلاب لم تعالج.
كما يتوقع نبيل البكيري أن يتوصل الأميركيون والإيرانيون إلى تسويات لكل الملفات العالقة بينهما، مضيفا أن ذلك لن يكون في صالح المنطقة عموما، والملف اليمني على وجه التحديد.
في المقابل، يربط البكيري بين نجاح أية مفاوضات سياسية مقبلة لحل الأزمة اليمنية وعدم تجاوز الأطراف الإقليمية والدولية جذور هذه الحرب.