تايم: هكذا تمكن نافالني من كشف حقيقة قصر بوتين الفخم

لقطة من الفيلم الاستقصائي للقصر الفخم المطل على البحر الأسود والذي يزعم أن ملكيته تعود لبوتين (يوتيوب)

كشف تقرير نشرته مجلة تايم (Time) الأميركية تفاصيل عن الطريقة التي تمكن من خلالها المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني من إنتاج الفيديو الاستقصائي الذي يكشف حقائق عن قصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفخم، والذي صدم الروس والعالم وحظي بأكثر من 100 مليون مشاهدة في موقع اليوتيوب.

ووفقا للمجلة فإن فكرة التحقيق في قضية القصر الفخم ولدت بعد أيام قليلة من استيقاظ نافالني من غيبوبته بأحد مستشفيات برلين في أوائل سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حيث كان يتلقى العلاج إثر تعرضه للتسمم على متن طائرة كان يستقلها من سيبيريا.

وتقول ماريا بيفشيخ، رئيسة قسم التحقيقات في مؤسسة مكافحة الفساد الروسية التي يترأسها نافالني، في مقابلة مع المجلة إنها شرعت وأحد المحققين بالمؤسسة في البحث حول الموضوع بعد أسابيع قليلة من ولادة الفكرة، في حين كان نافالني يبحث عن خيوط ويعكف على كتابة سيناريو الفيديو وهو لا يزال يتماثل للشفاء في العناية المركزة.

بداية القصة

وتوضح بيفشيخ أن الفريق لم يبدأ من الصفر حيث كشفت وزميل لها من قبل النقاب عن عشرات فضائح الفساد المتعلقة بالنظام الروسي على مدى أكثر من عقد من الزمن.

كما ساعد سيرجي كوليسنيكوف، أحد المطلعين على أسرار بوتين قبل أن يصبح مبلغا عن فساده، في وضع بعض أسس التحقيق.

وكان كوليسنيكوف مسؤولا عن بناء القصر موضع التحقيق منذ عام 2005، لكنه اضطر للفرار من روسيا عام 2010 بعد نشره رسالة مفتوحة تكشف معلومات عن القصر وتدعو الرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف إلى وضع حد لفساد بوتين.

كما تلقت مؤسسة مكافحة الفساد الروسية خلال السنوات القليلة الماضية، والكلام لبيفشيخ، بعض المعلومات المسربة حول القصر، كانت عبارة عن صور ومخططات الطوابق مصدرها بعض العمال المشاركين في بناء ملحقات للقصر -قدر عددهم بالآلاف- بالرغم من أن الهواتف كانت محظورة في الموقع.

epaselect epa08946489 Russian opposition leader and anti-corruption activist Alexei Navalny (C) is escorted out of a police station in Khimki outside Moscow, Russia 18 January 2021. A Moscow judge on 18 January ruled that Navalny remains in custody...
السلطات الروسية اعتقلت نافالني فور وصوله موسكو قادما من برلين (وكالة الأنباء الأوروبية)

كيف تمكن الفريق من تصوير القصر؟

تقول بيفشيخ إن تصوير القصر كان أصعب مهمة في التحقيق. وقد قرر الفريق المكون من 3 أشخاص السفر إلى مدينة غيلينجيك، الواقعة بمنطقة كراسنودار جنوب روسيا، لتصوير القصر الذي يخضع لحراسة مشددة بواسطة طائرة مسيرة.

كان الفريق يدرك أنه مراقب، لذلك استقل الثلاثة القطار من موسكو ليلا، وفي الطريق نزل اثنان بالقرب من غيلينجيك، وتركا هاتفيهما مع زميلهما الذي واصل رحلته إلى مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود.

وذلك لتضليل الشرطة وجهاز الأمن الروسي، إذا كانا يراقبان تحديد الموقع الجغرافي للفريق، فإن تلك الخطوة كفيلة بأخذهم لوجهة تبعد حوالي 240 كيلومترًا عن القصر.

في البداية لم يتمكن الفريق من الاقتراب من القصر عن طريق اليابسة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة حوله، لذلك استقلوا قاربا إلى ساحل غير بعيد من القصر على البحر الأسود، حيث كانوا قد حصلوا على إذن من الجهات الأمنية بالإبحار في المنطقة قبل رحلتهم.

أوقف الفريق قاربه على بعد ميلين من القصر، وبدأ محاولات التصوير بالطائرة المسيرة. وبعد 4 محاولات، حصل الفريق على اللقطات التفصيلية التي كان يبحث عنها.

الشرطة اعتقلت المئات من أنصار نافالني الذين خرجوا في مظاهرات مطالبين بإطلاق سراحه ووضع حد للفساد (رويترز)

وقد نُشر الفيديو تحت عنوان "قصر بوتين.. تاريخ أكبر رشوة في العالم" بعد يومين من اعتقال السلطات الروسية أليكسي نافالني، لدى عودته إلى موسكو قادما من برلين.

ويزعم نافالني أن القصر الفخم على البحر الأسود بني لصالح بوتين بأموال غير مشروعة وكلف 1.35 مليار دولار دفعها أعضاء من دائرته المقربة، ويتضمن كل متطلبات الرفاهية من حلبة تزلج تحت الأرض إلى كازينو.

وقد نفى بوتين أي علاقة له بملكية القصر المذكور في فيديو نافالني، وقال خلال لقاء عبر الفيديو مع طلاب، بثته قنوات تلفزيونية "لم أر هذا الفيلم لضيق الوقت. لا شيء من الذي ظهر (في التقرير) على أنه من ممتلكاتي، يعود لي أو لأقربائي، ولم يكن كذلك أبدا".

المصدر : تايم