مقال بواشنطن بوست: كيف مزق رئيس الوزراء آبي أحمد إثيوبيا؟

آبي أحمد قورن سابقا بنيلسون مانديلا وباراك أوباما (رويترز)

لم تخسر قوات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الحرب التي شنها قبل عام على الحزب الحاكم المتمرد في إقليم تيغراي شمالي البلاد، على الرغم من أن الصراع يبدو أنه يخرج عن نطاق السيطرة مع حشد الميليشيات والجماعات الانفصالية وتوحيد قواها ضد الحكومة.

بهذه المقدمة استهل المحاضر بـ"جامعة هارفارد" (Harvard University) كريستوفر رودس مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)، لكنه يرى أنه حتى لو نجح المقاتلون الموالون له في تحقيق انتصار عسكري على جبهة تحرير شعب تيغراي، فقد خسر آبي إلى الأبد صورة المنقذ وصانع السلام.

وذكر الكاتب أن هذا الزعيم الشاب الذي قورن سابقا بنيلسون مانديلا وباراك أوباما، يذكر في الوقت نفسه ضمن مجرمي الحرب مثل دكتاتور السودان المخلوع عمر البشير. وخلال أيام من إطلاق عملية عسكرية لإزاحة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من السلطة في تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، كان آبي أحمد يخسر بالفعل حرب العلاقات العامة.

وقد أثارت إستراتيجيته لفرض التعتيم على الاتصالات والإعلام انتباه المجتمع الدولي، وبما أن المعلومات خرجت لا محالة من تيغراي، فقد تأكدت أسوأ الشكوك. وقد أكدت منظمة العفو الدولية بعد أيام من بدء الصراع التقارير عن المذابح وعمليات الاغتصاب الجماعي، واستمر توثيقها في الأشهر التي انقضت منذ بدء القتال.

صعود آبي أحمد الصاروخي في إثيوبيا والثناء المفرط عليه من المجتمع الدولي أديا إلى خلق غطرسة أثبتت أنها كارثية له ولإثيوبيا ككل. وبعد مرور عام أصبحت الحرب التي شنها تهدد بقاءه السياسي وبقاء دولة إثيوبيا

ولفت الكاتب إلى محاولات آبي أحمد لحشد البلاد داعيا المواطنين إلى حمل السلاح و"دفن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، بأنها تأتي بوصفها يائسة وخطيرة على حد سواء (حتى إن فيسبوك أزال منشور رئيس الوزراء باعتباره تحريضا على العنف).

وعلق مستهجنا بأن آبي أحمد استغرق أقل من عامين ليفوز بجائزة نوبل للسلام، وقد استغرق وقتا أقل لينتقل من حائز على جائزة نوبل إلى زعيم محاصر ومنبوذ دوليا.

وأشار الكاتب إلى نجاح مناشدة قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وسائلَ الإعلام الدولية، وتصوير أنفسهم على أنهم مقاتلون مضطهدون من أجل الحرية في مقابلات إستراتيجية مع منافذ إعلامية مثل "بي بي سي" (BBC) و"نيويورك تايمز" (The New York Times).

وأضاف أنه حتى لو تضاءل التعاطف مع الجبهة، فمن غير المرجح أن يترجم هذا إلى دعم لآبي أحمد، الذي أظهر نفسه على أنه زعيم ضعيف وطموح للغاية في أحسن الأحوال، ومجرم حرب مزدوج في أسوأها.

وتابع رودس أن صعود آبي أحمد الصاروخي في إثيوبيا والثناء المفرط عليه من المجتمع الدولي، والذي ساهم الكاتب نفسه فيه ذلك الوقت، أديا إلى خلق غطرسة أثبتت أنها كارثية لآبي أحمد ولإثيوبيا ككل. واختتم مقاله بأنه بعد مرور عام أصبحت الحرب التي شنها آبي أحمد تهدد بقاءه السياسي وبقاء دولة إثيوبيا.

المصدر : واشنطن بوست