أحد المحتجين بالسودان لصحيفة فرنسية: لو كانت لدينا أسلحة لدافعنا عن أنفسنا

محلل: البرهان أصبح خطرا لأن كل ما تبقى لديه هو القمع والاعتقال والرصاص

"لو كانت لدينا أسلحة لكنا بدأنا حربا كبيرة للدفاع عن أنفسنا، ولكن للأسف وُلدنا من دون أسلحة ونحن الذين نُقتل ونغتصب ونضرب ونعتقل وتنتهك حقوقنا"، هكذا قال محمد (اسم مستعار) وهو أحد أعضاء لجان المقاومة بحي الرياض (شرقي الخرطوم) بمرارة على ما يعانيه الثوار السودانيون في مواجهتهم الحالية مع ما يعدونها سلطات انقلابية، وفقا لمراسلة مجلة "لاكروا" (La Croix) الفرنسية بالخرطوم.

ففي تقريرها تقول أوغستين باسيلي إن لجان المقاومة استعادت منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الدور القيادي الذي لعبته خلال ثورة 2018، لكن متطوعيها فشلوا في منع القمع العنيف لمظاهرات يوم السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وتلاحظ باسيلي أن جذوة الثورة لا تزال متقدة في صفوف هؤلاء الشباب، إذ لا يكسر هدوء وظلام ليل حي الرياض بالخرطوم إلا دقات الطبول وأهازيج الشبان الذين يجتمعون فور سماعهم الطبل لتمجيد الثورة وأهدافها والدعوة لإسقاط العسكر وأغراضهم.

لكن القمع أشد اليوم مما كانت عليه الحال في ثورة عام 2019، حسب ما نقلته مراسلة موقع ميديا بارت (Mediapart) الفرنسي عن الطبيب سلمان في مستشفى رويال كير، إذ يقول "ما  بين 25 أكتوبر/ تشرين الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، استقبلنا 86 جريحًا و4 قتلى، جميعهم بطلقات نارية باستثناء واحد. وكان اثنان منهم -وهما شابان- ضحية إعدام خارج القانون بطلق ناري من مسافة صفر، وأصيب ثالث بعربة عسكرية بعد مطاردة فعلية، لقد طاردوه ولحقوه أمام أحد الجدران فسحقوه، كما أن هناك حالات اغتصاب، وضربا للناس".

تقول غوينيل لونوار إن 7 أشخاص على الأقل قتلوا في السودان السبت الماضي (13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021) خلال مسيرات نظمها معارضو الانقلاب، مشيرة إلى أن المجلس العسكري لم يأل جهدا في محاولة إجهاض تلك الاحتجاجات حتى لا تكون مثل تلك التي حدثت يوم السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووصفت لونوار كيف كانت التحضيرات من جانب العسكر ومن جانب المحتجين؛ ففي الوقت الذي أغلق فيه العسكر الطرق الكبيرة مقطعين أوصال الخرطوم، قام المتظاهرون باستخدام بعض الطوب وجذوع الأشجار وما تيسر من أنقاض لوقف أو على الأقل إبطاء تحركات القوات المسلحة داخل الأحياء.

وحول الشعارات التي يرددها المحتجون تقول لونوار إن من بينها شعارات ثورة 2019 (ثورة ومدنية)، لكنها تشمل أيضا شعارات جديدة: "برهان مالو.. برهان وسخان.. الجابو منو.. جابو الكيزان"، و"البرهان كذاب منافق خائن يا برهان جاينك جوه نحن الثورة نحن القوة".

ولإبراز مدى تصميم هؤلاء المتظاهرين نقلت المراسلة عن حنان (61 عاما) الموظفة قولها "أطحنا بعمر البشير وسنطيح بهؤلاء". وبجانبها الشاب جاد، وهو عامل في شركة هواتف محمولة، ويبدو متفائلا هو الآخر "الجيل الجديد يؤمن بالديمقراطية ويريد الديمقراطية.. طفح الكيل لن نعود للوراء".

وتعلق المراسلة على ذلك قائلة "رغم الرصاص، يتعرض الجنرال البرهان للسخرية، إنه يحاول أن يجعل الأمر يبدو كأنه ليس انقلابًا، ويقول إنه يريد إنقاذ الثورة، لكن من يصدقه؟ لا أحد!". وتنقل هنا عن الناشطة إيناس (33 عامًا)، وهي مهندسة كمبيوتر قولها "إن الأمر سخيف"، وهي تحمل لافتة كتب عليها بخط اليد "الشعب أقوى القوى والردة مستحيلة".

وتنقل المراسلة عن أحد محللي الشأن السوداني تأكيده أن البرهان لم يعد يعرف ما يفعل بعد الآن، إنه يعيّن أشخاصا من دون استشارتهم لأنه يريد بالتأكيد أن يجعل نفسه هو الآمر الناهي، لكن كثيرين يرفضون، كما هي حال من رفضوا تعيينه لهم وزراء، مشيرا إلى أن البرهان "أصبح يمثل خطرا لأن كل ما تبقى لديه هو القمع والاعتقال والرصاص".

المصدر : لاكروا + ميديابارت