البرهان.. من جنرال مغمور إلى الرجل القوي بالسودان

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (الفرنسية)

"لم يكن سوى جنرال في جيش به الكثير من أمثاله، ولم يفعل شيئا خاصا يتميز به عن الآخرين" هكذا يصف خبير فرنسي ما قال إنه تحول للجنرال عبد الفتاح البرهان من ضابط مغمور إلى الرجل القوي بالسودان.

وينقل الكاتب بصحيفة لاكروا La Croix الفرنسية وليام غازو عن جيرار برونييه، الخبير بالشؤون السودانية قوله "البرهان لم يبد عليه في الوهلة الأولى أنه يمثل تهديدًا" وهو ما ساعده على أن يحظى بقبول القادة المدنيين للثورة والمدنيين العاديين.

ويقول الكاتب عن البرهان إنه ضابط رفيع متحفظ ولكنه فعال، مشيرا إلى أنه ارتقى في صفوف الجيش خلال سنوات حكم الرئيس المخلوع عمر حسن البشير الطويلة، ليتولى في مرحلة ما قيادة القوات البرية ويشرف على المشاركة السودانية في حرب اليمن إلى جانب دول الخليج عام 2015.

ويضيف أن هذا الجنرال البالغ 61 عامًا تبوا مركز الصدارة ربيع 2019 المحوري، إذ كان قد تولى في 12 أبريل/نيسان، أي بعد يوم من سقوط البشير، وبعد أن تنحى ضابط آخر (عوض بن عوف) عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بسبب ما قوبل به هذا الأخير من استياء.

وبعد 4 أشهر، تولى البرهان رئاسة مجلس السيادة، وهو المؤسسة المسؤولة عن قيادة التحول الديمقراطي في البلاد، ليستغل، بعد ذلك "ضعف القيادة المدنية ويصبح الرجل القوي لجهاز الدولة" حسب الكاتب.

ورغم أن اليد العليا كانت للعسكر فإن العلاقات ظلت متوترة بين القادة المدنيين والعسكريين، وإدراكًا منها لصعوبة التعامل مع العسكر، حاولت الحكومة المدنية مواجهة هذا التأثير قدر الإمكان، وقد دفعت لتشكيل لجنة تحقيق مهمتها تسليط الضوء على أعمال العنف التي ارتكبتها القوات الأمنية خلال ثورة 2019، وهو تحقيق استهدف عناصر الجيش بشكل مباشر.

ويرى الكاتب أن تحرك البرهان، يوم الاثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول، جاء بدافع رغبته في حماية المصالح الاقتصادية للجيش وشبكات القوة الموروثة من عهد البشير.

والآن، وبعد أن أصبح الأوحد في القيادة، يمكن للجنرال البرهان -وفقا للكاتب- الاعتماد على بعض الدعم الإقليمي، خصوصا أنه مقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويخشى البلدان بشكل خاص من أن يحرمهما سد النهضة الذي أقامته إثيوبيا من موارد مائية ثمينة. ولم يعلق السيسي على الانقلاب في السودان و"لا يمكن تأكيد وقوف السيسي تمامًا مع هذا الانقلاب لكن يرشح أنه يفضل وجود زعيم عسكري في مواجهته مع إثيوبيا".

غير أن نقطة ضعف هذا الرجل القوي هي افتقاره إلى الشعبية والشرعية بين الشعب السوداني فـ "لقد ارتكب خطأً كبيرًا في التقدير بتوليه السلطة بهذه الطريقة: لم يدرك أن السكان كانوا بالتأكيد غير راضين عن الوضع ولكنهم يعارضون تمامًا نظامًا عسكريًا ولن يكون احتفاظه بالسلطة سلسًا" حسب الخبير بالشؤون السودانية.

المصدر : لاكروا