هيئة أوروبية لمنع التعذيب تنبه إلى أزمة كبيرة في السجون البريطانية

A general view shows C wing at Wormwood Scrubs prison in London, October 22, 2012. REUTERS/Paul Hackett
منذ 24 مارس /آذار الماضي تخضع السجون في أنحاء إنجلترا وويلز لإجراءات عزل وسط أزمة فيروس كورونا المستجد (رويترز)

نبه تقرير لمجلس أوروبا إلى أن سجون بريطانيا "عنيفة وغير آمنة ومكتظة"، وكشفت هيئة منع التعذيب التابعة له عن مستويات "عالية جدا" من تعاطي المخدرات، وقالت إن أعدادا كبيرة من السجناء يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية.

وأضاف التقرير أن مراكز احتجاز الشبان تستخدم "تقنيات مسببة للألم" للحفاظ على النظام.

وبينما تم تسجيل بعض التحسن منذ تقرير عام 2016، "تبقى الحقيقة أن منظومة السجون تعاني من أزمة كبيرة"، حسب لجنة منع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة والعقاب.

وزار أعضاء اللجنة ثلاثة سجون للرجال البالغين ومركزَين لاحتجاز الأحداث لعشرة أيام في مايو /أيار 2019 لمتابعة تحقيق أعد قبل ثلاث سنوات، ووجد الكثير من المشكلات.

وجاء في التقرير "خلال زيارة 2019، وجد وفد اللجنة أن سجون الرجال المحلية التي شملتها الزيارات لا تزال عنيفة وغير آمنة ومكتظة، مع تعرض العديد من السجناء لأنظمة مقيدة وعزل و/أو فترات طويلة من الفصل".

وأضاف "رُصدت أوضاع مماثلة في سجني الأحداث اللذين شملتهما الزيارات".

في سجون الرجال البالغين الثلاثة، وصلت أعمال العنف بين السجناء وهجمات السجناء على الموظفين، والعنف المرتكب من الموظفين ضد السجناء، إلى مستويات قياسية، حسب لجنة منع التعذيب التي أضافت أنه لا يمكن اعتبار أي من تلك السجون آمنة.

وفي مركزي احتجاز الأحداث، كانت مستويات العنف مرتفعة أيضا. وفي معظم الأحيان كان يتم "التصدي لذلك باللجوء للقوة وتقييد حركة الشبان، والذي جاء على حساب منظومة مقبولة للأحداث".

إيذاء النفس
إضافة إلى "العدد الكبير" للموقوفين في سجون الرجال ممن يعانون من اضطرابات عقلية، فإن عددا كبيرا من السجناء ألحقوا الأذى بأنفسهم، وفق اللجنة.

والأرقام التي نشرتها وزارة العدل البريطانية الخميس تظهر أن إيذاء النفس في سجون المملكة المتحدة وصل لمستويات قياسية للسنة السابعة على التوالي؛ ففي 2019 وقعت 63 ألفا و328 حالة من إلحاق الأذى بالنفس، أي بارتفاع بنسبة 14% مقارنة بالعام الذي سبقه. 

وحسب لجنة منع التعذيب لم يتح للسجناء البالغين ولا الأحداث الوقت الكافي لممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.

وإذ "تقر لجنة منع التعذيب بأن التدابير التي اتخذتها السلطات حتى الآن تمثل انطلاقة إيجابية، لكنها تبقى غير كافية لمعالجة جذور أسباب أزمة السجون الحالية"، حسب اللجنة.

وأكدت أن "إصلاحات أعمق وأكثر شمولية وفعالة وممولة بشكل مناسب وتكون مستدامة في المدى البعيد؛ لا تزال مطلوبة بشكل عاجل".

ومنذ 24 مارس/آذار الماضي تخضع السجون في أنحاء إنجلترا وويلز لإجراءات عزل وسط أزمة فيروس كورونا المستجد، ويقبع السجناء في زنزاناتهم لأكثر من 23 ساعة يوميا، في حين تم تعليق الزيارات الاجتماعية والتعليم وورش العمل.
المصدر : الفرنسية