بينهم 1300 طفل.. حوادث إطلاق النار قتلت خلال 2020 أكثر من 18 ألف أميركي

Funeral Held For Davell Gardner Jr., 1-Year Old Boy Killed In Brooklyn Cookout Shooting
مراسم تشييع طفل من ضحايا حوادث إطلاق النار في مدينة نيويورك (غيتي)

أصبح الطفل كارميلو دنكن ابن الـ15 شهرا أحد أصغر ضحايا عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة، ورمزا للعجز السائد إزاء تنامي العنف بالأسلحة النارية، وذلك بعد أن أصابته عدة رصاصات وهو على مقعد الأطفال في سيارة والده.

ففي 2 ديسمبر/كانون الأول كان كارميلو مع شقيقه البكر البالغ 8 أعوام في السيارة التي كان يقودها والدهما في جنوب شرق واشنطن، عندما أطلق عليها مجهولون النار وفروا على متن سيارة رباعية الدفع مسروقة.

وقد فارق الصبي الصغير الحياة في المستشفى، في حين خرج والده وشقيقه سالمين من الحادثة التي تقول الشرطة إنها تجهل دوافعها.

وبات كارميلو الضحية رقم 187 لجرائم القتل بالرصاص التي وقعت هذه السنة في واشنطن، وبلغت مستوى قياسيا لم تشهد العاصمة الأميركية مثله منذ 15 عاما.

وقد سجلت مدن أميركية عدة "مستويات قياسية من العنف" اشتدت وطأته على الشباب، وفق ما جاء في تقرير لمنظمة "إيفري تاون فور غان سيفتي" (Every town for Gun Safety).

Funeral Held For Davell Gardner Jr., 1-Year Old Boy Killed In Brooklyn Cookout Shooting
الأميركيون من أصول أفريقية هم الفئة الأكثر تأثرا بأعمال العنف هذه (غيتي)

كورونا وحوادث القتل

ويعزى تنامي العنف إلى الاحتجاجات التي شهدها البلد إثر مقتل عدة أميركيين من أصول أفريقية على يد الشرطة من جهة، وإلى وباء كورونا كوفيد-19 الذي أغرق البلد في أزمة اقتصادية متسببا بإغلاق المدارس ووقف البرامج الاجتماعية للشباب من جهة أخرى، واعتبرت المنظمة في تقريرها أن "العنف بالأسلحة ملأ الفراغ الذي خلفه غياب موارد الدعم".

وقد أودت الأسلحة النارية بحياة أكثر من 18 ألفا و500 شخص هذه السنة في الولايات المتحدة، من دون احتساب حالات الانتحار، من بينهم أكثر من 1300 قاصر، وفق منظمة "غان فايلنس أرشيف" (Gun Violence Archive)، 284 من هؤلاء دون سن الـ11.

ويتناول تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية عددا من الأمثلة على مقتل أطفال صغار برصاص طائش، ومن بينهم دايفن ماكنيل البالغ من العمر 11 الذي أصيب في الرابع من يوليو/تموز برصاصة طائشة أطلقها شبان بالغون احتفالا بالعيد الوطني.

ويخبر جون أيالا جد الصبي أن هؤلاء الشبان "كانوا يطلقون النار لغرض الترفيه"، مشيرا إلى أن أحدهم كان قد خرج للتو من السجن، مستفيدا من التدابير المتخذة للجم انتشار فيروس كورونا المستجد في السجون.

وأيالا هو من الوجوه المعروفة في أوساط السود في واشنطن منذ العام 1989، وقد أسس جماعة محلية اسمها "غارديان اينجلز" يتميز أعضاؤها بقبعاتهم الحمراء هدفها التصدي لأعمال العنف والسفاهات في قطار الأنفاق.

Peace March Held In Brooklyn To Memorialize 1-Year-Old Davell Gardner Killed During Cookout
تنديد بعجز الشرطة والسلطات أمام هذه الحوادث (غيتي إيميجز)

عجز وتنديد

ويخبر الجد البالغ 51 عاما "كنت أجوب العالم طوال سنوات… لأمنع حدوث مآس من هذا القبيل. وأكثر ما يؤسفني عند رؤية طفل يقتل بهذه الطريقة هو أننا نعلم أنه لن يكون الأخير"، عاكسا شعورا عاما بالعجز.

وفي الرابع من يوليو/تموز قتل 4 أطفال على الأقل دون الثامنة برصاص طائش في شيكاغو وأتلانتا وسان فرانسيسكو وسانت-لويس في ميزوري.

ويندد جون أيالا بـ "ثقافة" الصمت السائدة في أوساط الأميركيين من أصول أفريقية الذين هم الفئة الأكثر تأثرا بأعمال العنف هذه، مشددا على "ضرورة تغيير العقليات، فالإبلاغ عن جريمة وقعت في مجتمعكم… لا يعني الوشاية".

كما يندد مدرب فريق دايفن لكرة القدم الأميركية كيفن ماكغيل بالعصابات التي لا تتوانى عن تصفية حساباتها في جوار الأطفال، قائلا إن "حوادث كهذه ليست بالنادرة في منطقتنا".

من جانبه، يسعى موريس بوردن الموظف في مدرسة رسمية في المدينة إلى رفع الوعي، وكان قد شارك في تأسيس جمعية "إنديدجينس صنز" التي تنظم حملات للتبرع بالطعام والملابس وتطمح لتنظيم تظاهرة شهرية ضد انتشار الأسلحة.

المصدر : الفرنسية