لوباريزيان: الغضب الإسلامي من تصريحات ماكرون.. فرنسا قلقة وترى أنها ما تزال تحت التهديد رغم الهدوء الظاهر

في باكستان وبعض الدول الآسيوية الأخرى ما يزال الغضب من فرنسا على أشده (الأوروبية)

بعد شهر من خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وعد فيه بعدم "التخلي عن الرسوم الكاريكاتيرية" المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، تراجعت الاحتجاجات ودعوات المقاطعة؛ لكن الغضب والتهديد ما يزالان قويين.

هكذا قالت صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية، مستدلة ببيان لوزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مزاري على تويتر، قالت فيه إن الرئيس الفرنسي "يفعل بالمسلمين مثل ما فعله النازيون باليهود"، مستطردة "خبر كاذب" تم تداوله على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم بأن فرنسا "تلزم الأطفال المسلمين بحمل رقم هوية شبيه بالنجمة الصفراء، التي كان اليهود يُجبرون على وضعها على ملابسهم".

وقد اضطرت الخارجية الفرنسية إلى نفي هذه المعلومات الكاذبة، وأدان بيان المسؤولة الرسمية في باكستان التي ما تزال العلاقات معها متوترة للغاية، خاصة أن "القوى السياسية والدينية صعدت ردود أفعالها ضد ماكرون، في ما يشبه السباق نحو من سيكون الأكثر تطرفا"، كما يقول عالم السياسة ديدييه بيون، نائب مدير معهد البحوث الدولية والإستراتيجية.

وضع متفجر

وشبهت الصحيفة ما يحدث بمزايدات خطرة في مناخ متفجر، وقالت إن مصدرا في الإليزيه صرح بأن "سفيرنا في إسلام أباد تلقى تهديدات شديدة، وتم استدعاؤه بالفعل من قبل السلطات الباكستانية"، وأوضح أن المسؤولة الباكستانية قد تكون اعتذرت بعد "نفي الخارجية الرسمي لقصة تلاميذ المدارس المسلمين"؛ ولكن الشائعة انتشرت على الشبكات الاجتماعية، وقد "رأينا هذه الأيام صورا لماكرون على الطرق والأرصفة للمشي عليها أو مرور السيارات فوقها".

وإلى جانب باكستان، يوضح هذا المصدر أن الوضع ما يزال "متفجرا" في بلدان إسلامية أخرى مثل أفغانستان وإندونيسيا وبنغلاديش وماليزيا، حيث غرد رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد بأن "للمسلمين الحق في الغضب وقتل ملايين الفرنسيين قصاصا لمجازر الماضي"، وفي تركيا حيث دعا الرئيس رجب طيب أردوغان شخصيا إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وشكك علنا في "صحة ماكرون العقلية".

ورغم هذا الجو المتفجر، أكد مسؤول كبير في الخارجية الفرنسية أن الغضب في طريقه للتهدئة في بقية المنطقة، خاصة في غرب أفريقيا والشرق الأوسط، وذلك بعد المقابلة، التي أجرتها قناة الجزيرة القطرية مع رئيس الدولة، مشيرا إلى أن "دعوات المقاطعة التي أطلق معظمها من قبل الأقليات، لم تترسخ قط".

وأشار المسؤول إلى أن المقاطعة لم تتجاوز تفريغ بضعة أرفف في بعض المتاجر من الأجبان أو غيرها من المنتجات المشابهة؛ لكنها هدأت كما هدأت المظاهرات التي جمعت في أحسن الأحوال بضع مئات أو آلاف على الأكثر من المتظاهرين.

تصعيد محتمل

ومع ذلك يجب ألا نتخلى عن الحذر؛ لأن أعمالا فردية أو منظمة مناهضة للفرنسيين تظل ممكنة دائما، حيث يقول المسؤول "منذ شهر وضعنا الشبكة الدبلوماسية 3 مرات في أقصى درجات اليقظة، خاصة بعد هجوم جدة بالسعودية خلال احتفالات 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تم إرسال 10 حراس من الشرطة أو الدرك، كتعزيزات إلى أكثر المواقع حساسية".

و"ستبقى المشاكل دائما موجودة -حسب تحليل ديدييه بيون- ما دام هناك سوء فهم لما تعنيه العلمانية على الطريقة الفرنسية، بالإضافة إلى تصور العالم الإسلامي لنوع معين من الإسلاموفوبيا في فرنسا تستخدمه القوى السياسية، وليس فقط اليمين المتطرف".

وخلص بيون إلى أن مراقبي هذه الدول يدققون في أقوال وأفعال أي وزير معين ويستخدمونها، وبالتالي ليس من المستبعد أن يثير التصديق على مشروع قانون ضد الانفصالية "لتعزيز المبادئ الجمهورية" وفقا لعنوانه الجديد، في 9 ديسمبر/كانون الأول، تصعيدا جديدا ضد الفرنسيين.

المصدر : لوباريزيان