ستراتفور: هجمات العمال الكردستاني تزيد أعداءه وتقلص نفوذه شمالي العراق

مقاتلو حزب العمال الكرستاني يشرفون على تدريب وحدات حماية سنجار
مقاتلو حزب العمال الكردستاني خلال عملية تدريب سابقة شمالي العراق (الجزيرة)

قال موقع ستراتفور(Stratfor) الأميركي إن الخلافات الكردية في إقليم كردستان العراق قد تمهد الطريق لمزيد من الهجمات ضد المنشآت النفطية هناك، حيث يسعى حزب العمال الكردستاني  للتصدي لمحاولات القوات العراقية والتركية تقليص وجوده ونشاطه في هذه المنطقة الغنية بالموارد.

ففي الرابع من الشهر الجاري، هاجم مسلحو الحزب قافلة عسكرية لقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق بمحافظة دهوك؛ مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، كما وردت أنباء سابقة عن هجومين آخرين شنهما الحزب على شرطة النفط والغاز التابعة لحكومة الإقليم في المحافظة ذاتها، مما أدى إلى إصابة عناصر من هذه الشرطة.

وقد أدانت كل من الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل بشدة هذه الهجمات محملة الحزب كامل المسؤولية، فيما أعلن "اتحاد مجتمعات كردستان" -وهو اتحاد متحالف بشكل وثيق مع حزب العمال- أن الأخير يحاول فقط الدفاع عن مراكزه، وليس استهداف البشمركة.

ويؤكد الموقع الأميركي أن الهجوم الأخير لحزب العمال على قافلة البشمركة يشكل خرقا "لهدنة" غير معلنة بين الفصائل الكردية المسلحة (شمالي العراق)، مما سيدفع كلا من أربيل وبغداد إلى اتخاذ إجراءات صارمة للوقوف أمام مساعي الحزب للتحصن وتأمين قواعده في المنطقة.

فقد تعايشت الحكومتان العراقية والكردية بهدوء -يضيف الموقع- مع الحزب لسنوات؛ لكن من شأن استهداف مواقع عسكرية في كردستان العراق بالإضافة للقطاع النفطي أن يزيد من تشدد بغداد وحكومة الإقليم ضده.

واعتبر الموقع الأميركي أن أي تحركات للضغط على حزب العمال من أجل تقليص وجوده في الإقليم لن يزيده سوى إصرار للدفاع عن مواقعه، خاصة وأنه يفتقر إلى خيارات بديلة للتمركز، وهو ما من شأنه زيادة خطر اندلاع اشتباكات إضافية تدعم رواية بغداد بأن الحزب عنصر مزعزع لاستقرار الإقليم.

كما قد تساهم إدانة بغداد لأنشطة حزب العمال في تحسين علاقاتها مع تركيا -الخصم السياسي والعسكري الرئيسي للحزب في شمال العراق- ومن المحتمل أن غضب الحزب من قرار حكومة إقليم كردستان العراق القبول بتصعيد العمليات التركية ضد مواقعه مؤخرا كان له دور في قراره استهداف البشمركة.

ويشير الموقع إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقود حكومة الإقليم، هو من الجماعات الكردية الوحيدة في المنطقة التي تربطها علاقات جيدة مع تركيا، ومن هذا المنطلق وباعتباره أقوى مجموعة كردية (شمالي العراق)، فبإمكانه أن يحدد هل سيستمر الإقليم "ملاذا آمنا" لحزب العمال خاصة بعد الهجمات الأخيرة.

ويؤكد أنه فيما يقاتل حزب العمال الكردستاني للحفاظ على نفوذه ومواقعه في المنطقة، من المرجح أن تحدث مزيدا من الهجمات الصغيرة على قوات البشمركة وعلى خطوط أنابيب النفط والغاز؛ مما سيتسبب في اضطرابات بالمنشآت النفطية التي تديرها شركات عراقية وأجنبية.

ويختم الموقع بأن الحزب يدرك جيدا أن ثروة النفط والغاز هي إلى حد بعيد المصدر الرئيسي للثروة بالإقليم، مما يفسر حرص حكومة كردستان العراق على حماية هذه الموارد، ويزيد في الآن ذاته من احتمال وقوع هجمات إضافية.

المصدر : ستراتفور