جنوب السودان.. ذكرى الاستقلال على وقع حرب أهلية
مثيانق شريلو-جوبا
وتأتي الذكرى السادسة للاستقلال والدولة الوليدة تعيش عامها الرابع من الحرب الأهلية التي اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 2013 إثر خلاف سياسي حاد بين رئيس البلاد سلفاكير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار، مما أدى إلى اشتعال مواجهات مسلحة بين القوات الموالية للزعيمين أخذت طابعا إثنيا بين قبيلتي الدينكا والنوير.
لاجئون ونازحون
ودفعت المواجهات نحو ثلاثة ملايين مواطن للعيش بمخيمات اللاجئين في السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا، كما أجبرت الانتهاكات التي ارتكبت من الطرفين نحو نصف مليون من المواطنين على العيش كنازحين داخل وطنهم بمخيمات الأمم المتحدة المنتشرة في أرجاء البلاد.
ولا يرى كثير من النازحين في ذكرى الاستقلال سوى محاولة أخرى لبيع الأوهام بالاستقرار والسلام، سواء من قبل قادة البلاد في الحكومة أو في المعارضة المسلحة.
وتقول أنجلينا التي لا تزال تعيش مع أخواتها داخل مخيم للأمم المتحدة في العاصمة جوبا منذ ثلاث سنوات، إنها والكثيرين من السكان أصابهم الإحباط جراء الحرب والانقسامات التي تعيشها البلاد.
وأضافت في حديث للجزيرة نت أن قادة الطرفين تسببوا في "تحويل البلاد من نعيم الاستقلال إلى جحيم من التفتت والضياع"، مؤكدة أن بلادها بحاجة إلى قيادة جديدة تنقذ وحدة البلاد المتبقية من خطر الانقسام.
أوضاع متردية
وفيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية، تتجه البلاد نحو الأسوأ، إلى جانب تزايد الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، وصلت إلى مرحلة اتهام منظمة العفو الدولية للأطراف المتحاربة بارتكاب جرائم حرب.
وفي ظل هذه الأوضاع، يؤكد أكول فول نائب وزير الإعلام أن حكومة البلاد تسعى بشكل جاد لاستعادة الاستقرار السياسي والأمني "حتى ينعم شعب جنوب السودان بالمكاسب الكبيرة للاستقلال".
ويشير أكول فول في حديثه للجزيرة نت إلى أن مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها سلفاكير تمثل بارقة أمل نحو عودة الأوضاع إلى طبيعتها، مضيفا أن هذه الدعوة وجدت قبولا من كافة الأطراف المسلحة.
دولة مختطفة
وفي أغسطس/آب 2015، وقع سلفاكير ميارديت ورياك مشار على اتفاقية لتسوية النزاع في جنوب السودان ، عقب وساطة طرحتها الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد)، ولكن هذه الاتفاقية لم تصمد طويلا.
وسرعان ما أدى تجدد المواجهات بين القوات الموالية للزعيمين داخل العاصمة جوبا في يوليو/تموز 2016 إلى خروج رياك مشار من جوبا وإقالته، لكنه رفض هذه الخطوة ووصفها بالانقلاب على اتفاقية السلام، ليتفاقم الوضع مع ظهور حركات جديدة تحمل السلاح ضد الحكومة.
بدوره يصف القيادي بالمعارضة المسلحة يوهانس موسى فوك أن دولة جنوب السودان باتت مختطفة من قبل النظام الحاكم في البلاد، وأنها بحاجة ملحة للعمل من أجل استردادها.
وقال موسى فوك في حديثه للجزيرة نت إن المواجهات التي شهدتها العاصمة العام الماضي في محيط القصر الرئاسي تسببت بكارثة وأفسدت احتفالات البلاد بالاستقلال، وخلقت مشاعر بالندم حيال انفصال البلاد لدى البعض بسبب الأوضاع المتردية في الدولة.