استمرار المعارك غربي الموصل رغم "هزيمة" التنظيم

People run in panic after a coalition airstrike hit Islamic State fighters positions in Tahrir neighbourhood of Mosul, Iraq, November 17, 2016. Goran Tomasevic:
غارة جوية لقوات التحالف على مواقع لتنظيم الدولة في حي التحرير بالموصل في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 (رويترز-أرشيف)

ما يزال دوي رشقات نيران المدافع الرشاشة والانفجارات تُسمع في أنحاء متفرقة من الشطر الغربي للموصل، رغم مرور أسبوع على إعلان بغداد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة.

فقد ذكر مصدر أمني أن مواجهات متقطعة تجري بين مسلحين من تنظيم الدولة والقوات العراقية في منطقتي "الشهوان والقليعات" في المدينة القديمة غربي الموصل، حيث "تعالج" قوات مكافحة الإرهاب ما وصفه بالجيوب في بعض المباني التي لا يزال يتحصن بها التنظيم، من دون مزيد من التفاصيل.

وقال الضابط في قيادة عمليات نينوى العقيد أحمد الجبوري إن القوات المشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية تواصل تطهير الجانب الغربي من مدينة الموصل من مسلحي تنظيم الدولة رغم تعرضها لهجمات مفاجئة من بعض جيوب التنظيم المتخفية.

ويتحدث الجنود في الموقع عن مئة مقاتل من التنظيم لا يزالون متخندقين في المدينة. وتقول مصادر أخرى إن العشرات من قوات الأمن قتلوا، ويبقى وسط المدينة مغلقا، ويتم استبعاد العامة إلى حد كبير عما يجري هناك، وفقا للوكالة الألمانية.

كما نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول وحدة المتابعة والرصد الجوي في قوات الشرطة الاتحادية الرائد نضال علي الشكرجي أن تنظيم الدولة -الذي يسيطر على قرية "الإمام غربي" التابعة لناحية القيارة (جنوب الموصل)- شن ثلاث هجمات بطائرات مسيرة خلال الساعات 24 الماضية على القطعات العسكرية العراقية عند تخوم القرية؛ أسفرت عن مقتل عنصر من الحشد العشائري الموالي للحكومة، وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم جندي عراقي. 

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في العاشر من الشهر الحالي استعادة كامل غربي الموصل من سيطرة تنظيم الدولة بعد معارك استمرت نحو خمسة أشهر.

دمار واسع
وخلفت معارك استعادة المدينة دمارا واسعا فيها، حيث قال برنامج الأمم المتحدة للتجمعات السكانية (هابيتات) إن عدد الوحدات السكنية التي دُمرت في معركة الموصل القديمة بلغ أكثر من 5500 وحدة سكنية، وأضاف أن مساحة الأرض التي تعرضت للدمار تقدر بـ126 هكتارا.

ما تبقى من جامعة الموصل التي دمرت خلال المعارك مع تنظيم الدولة في المدينة (رويترز)
ما تبقى من جامعة الموصل التي دمرت خلال المعارك مع تنظيم الدولة في المدينة (رويترز)

وقالت مصادر مطلعة في بغداد إن تقارير أممية -لم يعلن عنها بسبب ضغوط مورست- أكدت أن حجم الدمار الذي أصاب المدينة القديمة للموصل بلغ 95%، وأن أحياء -كالزنجيلي والشفاء وباب سنجار والإصلاح الزراعي ونابلس وحي الموصل الجديدة- التي تقع جميعها غرب الموصل تعرضت لدمار كامل.

وتقدر تلك المصادر حجم الأضرار المادية في المدينة القديمة للموصل والمتعلقة بممتلكات المدنيين من منازل ومحلات تجارية بسبعة مليارات دولار.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نشرت في تقرير لها مشاهد لمدينة الموصل قبل بدء معركة استعادتها من تنظيم الدولة وبعدها، ورصدت الصحيفة صور دمار هائل التقطت عبر الأقمار الصناعية لفندق ومجمعات طبية وسلسلة من المرافق العامة على ضفاف نهر دجلة، ووثقت صورا لشوارع ومستشفيات وطرق واسعة سُويت بالأرض، جراء الحملة العسكرية.

مواجهات أخرى
وفي مواجهات أخرى، أعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين العراقية، اليوم الاثنين، مقتل شرطي وإصابة آخر ومقتل عنصرين من تنظيم الدولة في هجوم شنته القوات العراقية بعد منتصف الليلة الماضية على عناصر التنظيم الذين يسيطرون على قرية "الإمام غربي".

وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة صلاح الدين وقوات من الجيش تشارك في الهجوم بدعم من المروحيات الأميركية؛ دخلت قرية "الإمام غربي" من محورين واشتبكت مع عناصر التنظيم وتحرز تقدما جديدا.

وأشار إلى أن "المعارك تدور على بعد 15 كيلومترا عن قاعدة القيارة الجوية التي تبعد ستين كيلومترا جنوبي الموصل وتتخذها القوات الأميركية مقرا لها، وتتواجد فيها بصفة مستشارين يتمتعون بحراسة من قوات أميركية مدرعة وطائرات من نوع بلاك هوك وأباتشي.

وما زال تنظيم الدولة يسيطر على المناطق الشرقية من نهر دجلة ابتداء من قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين حتى منطقة مطيبيجة الواقعة على الحدود الإدارية الشمالية لمحافظة بغداد والغربية لمحافظة ديالى مرورا بقضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك

المصدر : الجزيرة + وكالات