الجزيرة للدراسات يناقش مستقبل الأكراد بعد الاستفتاء
غازي كشميم-الدوحة
وأضاف علاء الدين -وهو متخصص في التاريخ المعاصر لمنطقة الشرق الأوسط- أن العراق يعاني من أزمة سلطات حيث لا أحد يعرف أين تبدأ السلطة وأين تنتهي بالإضافة إلى صعود سلطات جديدة كالمليشيات والقبائل ورجال الدين وغيرها.
مزاج دولي
أما الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حيدر سعيد فقد رأى أن الأمر الأهم من الاستفتاء هو وجود توافق داخلي كردي على الزعامة وشكل الدولة المستقبلية، ووجود قبول إقليمي ودولي.
وأوضح سعيد أن موقف القوى الدولية من إقليم كردستان يظهر أن المزاج الدولي ليس في وارده إعادة تقسيم للمنطقة على عكس ما هو منتشر.
وقال إن النظام الدولي يميل للتقسيم فقط في حالة تحلل الإمبراطوريات كما حصل قبل مئة عام عندما تفككت الإمبراطورية العثمانية، وكذلك الحال في الإمبراطورية السوفياتية.
من جهته، رأى الخبير القانوني منسق وحدة دعم الوساطة في الهيئة الحكومية-الدولية للتنمية (إيغاد) أليو غرنغ أن الهدف من الاستفتاء الأخير لكردستان العراق هو تطوير الوضع القانوني للإقليم أكثر من كونه هدفا لتقرير المصير.
وأفاد غرنغ أن تقرير المصير يجب أن يعالج في إطار كل الدول التي بها أقليات عبر حل أزمات الحكم وإنهاء المظالم الداخلية، بحيث يتم أولا تقاسم السلطة والموارد، وثانيا إعطاء مساحة أكبر للتعبير عن الهوية، وثالثا إعادة التفاوض بشكل مستمر لتحسين نموذج إدماج الأطراف المختلفة في الدولة الواحدة.
من جانبه قال رئيس المركز التركي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية سليمان سنسوي إن أزمة المشكلة الكردية هي أنها لا تنتظر عوامل التاريخ كي تساعدها على الحل وإنما تتحدى التاريخ ومعطياته على أرض الواقع والنتيجة هي دائما خسارة القضية.
آفاق المسألة
وفي الجلسة الثانية من اليوم الثاني التي تناولت الآفاق المستقبلية للمسألة الكردية، عرض أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمد بن خليفة بقطر محمد المختار الشنقيطي بعض النظريات التي طرحها مفكرون إستراتيجيون مثل جمال حمدان وداود أوغلو لرسم صورة للجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي ومنها انطلق إلى الوضع الكردي الذي يتواجد في القلب (الشام) والأطراف (إيران) والرأس (تركيا) من العالم الإسلامي، من وجهة نظره.
وأورد الشنقيطي ثلاثة خيارات لحل المسألة الكردية، هي الإدماج البشري القسري بطريقة استبدادية وهذه خطيئة أخلاقية وحماقة سياسية، أو الاستقلال وهو حل غير عملي، أو خيار التعايش عن طريق دولة المواطنة وهو الخيار المنطقي والأسلم بحسبه.
ومن أربيل عبر الأقمار الاصطناعية شارك مدير ومؤسس مركز كردستان للدراسات الإستراتيجية في أربيل فريد أسسرد موضحا أن الأكراد مازالوا يحظون بثقل سياسي في العراق ككتلة بشرية مرجحة في أي انتخابات، ويمكن أن يلعب الأكراد دورا في التوازن الطائفي داخل البلاد.
مراجعة داخلية
وأشار أسسرد إلى أن الإقليم يعيش نهاية مرحلة الزعامات الكارزمية المرتبطة بالتاريخ وفرص ظهور زعامات بعقليات جديدة تتيح بروز آليات قومية جديدة لتعزيز حقوق المسألة الكردية مؤكدا على أهمية المراجعة الداخلية بين الأكراد أنفسهم وبين الأكراد والمركز في بغداد.
وتأتي هذه الندوة ضمن الندوات الدورية التي يعقدها مركز الجزيرة للدراسات لتقديم رؤى وتحليلات لقضايا المنطقة بهدف تعميق الوعي وتقديم مقاربات للسياسات الإقليمية والدولية المرتبطة بالعالم العربي.
وقد حافظ المركز على الترتيب الخامس للسنة الثالثة على التوالي في قائمة مراكز الدراسات الأقوى حسب تصنيف جامعة بنسلفانيا، كما يزور موقعه على الإنترنت من ستة إلى سبعة ملايين زائر سنويا.