دعوات متزايدة لفك حصار اليمن وإنقاذ أطفاله

A worker walks at the Red Sea port of Hodeida, Yemen November 7, 2017. REUTERS/Abduljabbar Zeyad
جانب من ميناء الحديدة المطلوب فتحه أمام المساعدات الإنسانية (رويترز-أرشيف)

دعت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن التحالف العربي والأطراف الأخرى المتصارعة إلى فتح المنافذ البحرية والبرية بلا استثناء، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية لملايين اليمنيين، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد وفيات الكوليرا في اليمن تجاوز 2200 حالة.

وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة عدنان حزام في مقابلة مع الجزيرة إن إغلاق المنافذ البحرية والبرية في اليمن ضاعف من معاناة اليمنيين، خصوصا بعد مرور أكثر من عامين ونصف من الصراع، مضيفا أن تأثير ذلك شمل جميع جوانب الحياة.

من جانبها نفت الإدارة العليا في مؤسسة "موانئ البحر الأحمر" اليمنية الأخبار المتداولة عن إعادة فتح ميناء الحديدة أمام السفن التجارية والإغاثية. ومنذ إعلان التحالف العربي إغلاق المنافذ اليمنية، تسبب هذا القرار في فقدان أعداد كبيرة من العاملين في الميناء وظائفهم.

وذكر بيان لمؤسسة موانئ البحر الأحمر أن التحالف منع باخرة تحمل 25 ألف طن من المواد الغذائية من الدخول رغم استكمالها جميع التصاريح.

واليوم الأربعاء، احتج أولوف سكوغ سفير السويد -العضوة غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي- لدى الأمم المتحدة على عدم إحراز أي تقدم باتجاه فك الحصار عن اليمن وإدخال المساعدات الإنسانية، رغم الدعوات التي وجهتها المنظمة  الدولية إلى السعودية.

‪طفل يعاني من سوء التغذية يتلقى العلاج بأحد مستشفيات صنعاء‬ (رويترز)
‪طفل يعاني من سوء التغذية يتلقى العلاج بأحد مستشفيات صنعاء‬ (رويترز)

حصار وضحايا
في سياق متصل بالأزمة الإنسانية، قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن 130 طفلا يموتون في اليمن يوميا من الجوع والمرض.

وذكرت المنظمة في تقرير صدر اليوم الأربعاء أن استمرار الحصار الذي يفرضه التحالف العربي على المنافذ الشمالية للبلاد قد يزيد من الوفيات بين الأطفال عن خمسين ألفا، وهو العدد الذي كان متوقعا هذا العام.

وأضاف تقرير المنظمة أن أربعمئة ألف طفل يمني سيحتاجون إلى العلاج بسبب سوء التغذية الحاد هذا العام.

وأشارت إلى أن منظمات الإغاثة عاجزة عن الوصول إلى الضحايا بسبب نقص شديد في التمويل، وتفشي وباء الكوليرا بشكل هو الأكبر في التاريخ الحديث، والعراقيل أمام إمدادات الغذاء وغيرها من المعونات.

‪ظروف معيشية صعبة بضواحي مدينة الحديدة اليمنية‬ ظروف معيشية صعبة بضواحي مدينة الحديدة اليمنية (رويترز)
‪ظروف معيشية صعبة بضواحي مدينة الحديدة اليمنية‬ ظروف معيشية صعبة بضواحي مدينة الحديدة اليمنية (رويترز)

وفيات وإصابات
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم إن وفيات الكوليرا في اليمن تجاوزت 2200 حالة، منذ 27 أبريل/نيسان الماضي.

وفي تقرير حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، ذكرت المنظمة أنه تم تسجيل 2202 من حالات الوفاة جراء وباء الكوليرا في اليمن.

وأضاف التقرير أنه تم رصد 926 ألفا و187 حالة يشتبه في إصابتها بالمرض نفسه حتى صباح أمس الثلاثاء.

وأفادت المنظمة الأممية أن هذه الحالات تم تسجيلها في 22 محافظة يمنية من أصل 23.

كما أظهر التقرير أن محافظة سقطرى (جنوب شرق) هي الوحيدة التي لم تشهد أي انتشار للوباء.

والكوليرا مرض يسبب إسهالا حادا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن خمس سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض.

ويشهد اليمن منذ خريف 2014 حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مخلفة أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.

المصدر : الجزيرة + وكالات