منازل الفلوجة ضحية لأعمال الحشد الانتقامية

تواصل وسائل التواصل الاجتماعي نشر صور جديدة عن مشاهد الحرق والتدمير في مدينة الفلوجة غربي العراق، ويقول ناشطون إنها وقعت عقب انتهاء العمليات القتالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية منذ بضعة أيام، بينما تتهم جهات عدة -بينهم مسؤولون محليون- مليشيات الحشد الشعبي بالانتقام من المدينة ونهب منازل فيها ثم حرقها أو تفجيرها.

وبعد توثيق العديد من الانتهاكات الطائفية في تكريت وبيجي، يتكرر المشهد اليوم في الفلوجة عقب إعلان الحكومة العراقية استعادتها من تنظيم الدولة، حيث تنقل وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الصور من عدة أحياء كالمعلمين والمهندسين ونزال، وتظهر فيها انتهاكات المليشيات التي دخلت الأحياء برفقة القوات الأمنية.

وتثير هذه الصور من التساؤلات أكثر مما تقدمه من إجابات عن مسؤولية الحكومة والقوات الأمنية ومجلس محافظة الأنبار إزاء وقف عمليات الانتقام بعد أيام من انتهاء المعارك، حيث يؤكد مسؤولون في المدينة أن بضعة آلاف من المنازل أو نسبة تتجاوز 20% منها لا تصلح للسكن بسبب التدمير والحرائق.

وسبق أن تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بمحاسبة المتسببين في الانتهاكات في حق النازحين الفارين، كما حذرت القوى السياسية السنية مرارا من وقوع هذه العمليات الانتقامية، لكن ما ينقله الناشطون من صور لا يشير إلى تأثير تلك التحذيرات في من يسيئون إلى "وطنية معركة الفلوجة والتحرير النظيف"، كما سماها العبادي في خطاب التحرير من أمام مستشفى المدينة.

وما زال مئات الآلاف من النازحين ينتظرون فرصة العودة إلى منازلهم في الفلوجة ومحيطها بعد عامين من النزوح الإجباري، لكن الانتهاكات المستمرة قد تجعل الأمر أكثر تعقيدا، وقد يكون من المبكر الحديث عن قضية التعويضات الحكومية للمتضررين منهم.

المصدر : الجزيرة