مواجهات بين الدرك وعاطلين عن العمل بذيبان الأردنية
الجزيرة نت-عمان
وبدأت القصة عندما أقدم الدرك للمرة الثانية على هدم خيمة اعتصام أقامها المحتجون في وسط المدينة قبل أكثر من شهرين، للمطالبة بفرص عمل وللتعبير عن خيبة أملهم من رعاية الدولة.
وقد أشعل لجوء السلطات إلى الحل الأمني غضب العاطلين عن العمل، بينما ترى قوات الأمن الأمر متصلا بهيبة الدولة، وقد طالب مسؤولو المدينة المحتجين بهدم خيمتهم وإنهاء اعتصامهم، ولوحوا باللجوء إلى القوة.
الجزيرة نت تمكنت في وقت متأخر الليلة الماضية من الوصول إلى المنطقة المتوترة ورصد الاشتباكات بين قوات الدرك والشبان الغاضبين، حيث بدت شوارع ذيبان الرئيسية والفرعية كأنها ساحة حرب حقيقية.
كما رصدت الجزيرة نت رجال درك يحملون أدوات فض الشغب ويطلقون الغاز المدمع باتجاه المحتجين الذين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة نحو قوات الأمن.
وسمع أثناء المواجهات إطلاق أعيرة نارية، لكن مراسل الجزيرة نت لم يستطع تحديد مصدرها، وعمد محتجون إلى إغلاق طرق رئيسية وفرعية وإلى إحراق إطارات بلاستيكية لإعاقة تقدم قوات الأمن.
وكانت المواجهات أدت إلى إصابة ثمانية من أفراد جهاز الأمن، ثلاثة منهم بالرصاص الحي، استنادا إلى بيان رسمي، بينما تعرض محتجون لإصابات متفاوتة بفعل قنابل الغاز. وسرعان ما انتقل الانفلات الأمني إلى القرى والبلدات المجاورة.
واعتبر مسؤول أردني أن ما أقدم عليه المحتجون "يعد مخالفة صريحة للقانون، وأن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تجاوز".
وقال المسؤول الذي اشترط عدم الإشارة إليه إن "الجهات الأمنية ستتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه العبث بهيبة الدولة".
وأضاف للجزيرة نت أن "إقامة خيام للاعتصام الدائم تعد مخالفة صريحة، لن يتم التغاضي عنها".
وكانت قوات الدرك قد أصدرت بيانا آخر تعهدت فيه بالحفاظ على هيبة الدولة، وقالت إن الإجراءات الأمنية جاءت بعد استنفاد الحلول الممكنة كافة.
واشتهرت ذيبان إبان الربيع العربي عندما اندلعت فيها شرارة الاحتجاجات الأولى، وطالب المحتجون آنذاك بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية ومحاربة الفساد.
وينظر إلى ذيبان باعتبارها أحد أخطر جيوب الفقر في البلاد، حيث تقدر نسبة الفقر بين الشباب بنحو 60%، بينما تشير تقارير دولية إلى أن معدل البطالة أردنيا هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط.
ويعمل غالبية سكان هذه المدينة في الفلاحة والوظائف الحكومية خاصة في الجيش والشرطة.