اعتماد اليونسكو اسم المسجد الأقصى يغضب إسرائيل
جيفارا البديري-رام الله
فقد شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هجوما لاذعا على الأمم المتحدة متهما إياها بأنها "لا يوجد مستوى منخفض لم تصل إليه"، ووصف القرار بـ"السخيف"، مضيفا أن اليونسكو تتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة من نوعها القائمة بين الديانة اليهودية وجبل الهيكل، بحسب وصفه.
من جهته، بعث وزير العلوم الإسرائيلي آفير أوكونيس رسالة رسمية إلى الأمينة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، كتب فيها أن القرار الذي يعتبر أنه لا يوجد لليهود ارتباط بجبل الهيكل هو جهل وعدم معرفة بالتاريخ، وأن المنظمة الدولية تبنت بذلك عمليا موقف السلطة الفلسطينية.
بدوره، قال إيلي بن دهان نائب وزير الأمن الإسرائيلي إن "أي قرار مهما كان كاذبا يصدر عن اليونسكو المسؤولة -بشكل عبثي- عن التعليم، لن يغير التاريخ".
ترحيب فلسطيني
في المقابل، كان الترحيب الفلسطيني بالقرار كبيرا، إذ اعتبره القادة والساسة الفلسطينيون انتصارا للحق الفلسطيني والإسلامي والعربي.
ورحبت الحكومة الفلسطينية بالقرار والاستمرار باستخدام الاسم العربي الإسلامي الحقيقي والطبيعي للمسجد الأقصى المبارك.
وقالت الحكومة في بيان لها إن "قرار المنظمة الدولية بأغلبية 33 دولة يدل على اقتناع العالم بحملة التزييف والتزوير الإسرائيلية التي تستهدف التراث العربي وأقدس مقدسات المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس المحتلة".
وطالبت الحكومة المنظمة الدولية بالتحرك العاجل من أجل وقف الانتهاكات الخطيرة بحق القدس المقدسات، والمسارعة إلى تنفيذ قراراتها في هذا الإطار.
يذكر أن "اليونسكو" قررت استخدام اسم "المسجد الأقصى" ورفضت المصطلح الإسرائيلي "جبل الهيكل" بأغلبية 33 دولة، ومعارضة ست دول، وامتناع 17 دولة عن التصويت.
من جانبه، أكد أمين سر كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية النائب محمد فرج الغول أن قرار المنظمة تكريس لمكانة المسجد الأقصى كجزء من أراضي دولة فلسطين المحتلة، ورفض التسميات الإسرائيلية هو قرار عادل رغم تأخره.
أما الأمين العام للجنة الوطنية العليا للتربية والثقافة والفنون مراد سوداني، فأكد -في تصريح للجزيرة- بأن القرار يأتي تأكيدا على الحق والحقيقة الفلسطينية في مواجهة سياسة التزييف والإلغاء التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاجها نحو ما وصفها بمدينة الله، في إشارة إلى القدس.
وأضاف سوداني أن القرار يضع العالم أمام حقيقة راسخة بأن القدس هي بوابة السماء والأرض ولا يمكن أن تغيب، مشيرا إلى أن "المسجد الأقصى المبارك هو أقرب نقطة بين السماء والأرض".
وشدد سوداني على أن مداخلة بعثة فلسطين في اليونسكو والمجموعة العربية وفي المقدمة المملكة الأردنية الهاشمية الوصية على المسجد الأقصى؛ أوصلت إلى هذه النتيجة التي تنحاز إلى المدينة المقدسة وتؤكد بهتان رواية الاحتلال.
الإشارة للاسم
يشار إلى أنه كان يتحتم سابقا عند كل ذكر للمكان في كل وثائق المنظمة الدولية، الإشارة إلى اسم "جبل الهيكل"؛ لكن القرار الذي تم نشره بناء على اقتراح الفلسطينيين ينفي وجود الهيكل في المكان.
ويأتي تصويت اليونسكو بعد إعلان المملكة الأردنية التراجع عن قرار وضع كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى والساحات بناء على المطلب الفلسطيني.
وأعلنت الحكومة الأردنية أن الهدف من تثبيت الكاميرات كان توثيق الانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون وجنود الاحتلال، لتكتشف أن إسرائيل كانت ستستغل ذلك لتوثيق المعلومات والصور ضد المرابطين والمرابطات ويسهل عمليات اعتقالهم.