جفاف نهر شبيلي بالصومال ينذر بالعطش والجوع
قاسم أحمد سهل-مقديشو
ويصف إبراهيم قاسم, وهو مزارع من بلدة مانديري الواقعة بمحاذاة نهر شبيلي والتابعة لمدينة جوهر (90 كلم شمال مقديشو) الوضع الراهن بالأسوأ والأشد قسوة على سكان البلدة منذ عشرات السنين لأن نضوب النهر في منطقتهم ألحق ضررا فادحا بمزارعهم حتى أنهم يتوقعون عدم جني أي محاصيل هذا الموسم.
وبما أن النهر هو شريان الحياة للمجتمعات الزراعية، فإن جفاف أجزاء واسعة منه دفع كثيرين للحفر فيه طلبا للماء.
والماء القليل المستخرج ملوث، ورغم ذلك يستخدم للشرب والطهي, وقد تسبب في إصابة البعض ومنهم أطفال بالإسهال المائي, وفق ما قال المزارع إبراهيم قاسم للجزيرة نت.
ووفق سلطان أحمد رشيد الشيخ شعيب, وهو أحد الرؤساء التقليديين بمحافظة شبيلي الوسطى, فإن جفاف النهر غير مسبوق معتبرا ذلك "مصيبة ربانية".
الأمطار الموسمية
ويرجع محافظ إقليم شبيلي الوسطى علي عبد الله حسين نضوب نهر شبيلي إلى الجفاف الذي يعم معظم الصومال نتيجة تأخر هطول الأمطار الموسمية. ويشير إلى أن آخر جفاف للنهر كان قبل أربعين سنة.
ويرى المحافظ هذه الظاهرة خطيرة جدا، إذ أفضت إلى أزمة إنسانية حادة بمناطق شاسعة يعتمد سكانها على مياه النهر في الشرب والزراعة وسقي المواشي, مشيرا إلى أن الجوع والعطش باتا يهددان حياة الإنسان والحيوان في مناطق شبيلي الوسطى.
وفي حال لم يحصل المتضررون على المساعدة بالسرعة المطلوبة من توفير الطعام والماء, فإن حدوث كارثة إنسانية أمر وارد. وللحيلولة دون ذلك, تعتزم إدارة المحافظة بالتعاون مع الحكومة المركزية والمنظمات الدولية توفير الاحتياجات اللازمة من الغذاء والماء للمتضررين, وفق ما قال المحافظ للجزيرة نت.
سدود إثيوبية
من جهته، يعتقد الخبير البيئي محمد طيب الشيخ أبو بكر -الذي يعمل عميدا لكلية الزراعة لجامعة "جزيرة" بمقديشو- أن موجة الجفاف التي يشهدها الصومال ليست العامل الوحيد وراء نضوب مياه نهر شبيلي.
ويؤكد أبو بكر للجزيرة نت أن سدودا أقامتها إثيوبيا في مناطق على ضفاف نهر شبيلي بشكل منفرد ساهمت في جفاف النهر. يُذكر أن نهر شبيلي ينبع من مرتفعات داخل إثيوبيا.