ثورات الربيع العربي بندوة "الجزيرة للدراسات"
محمد إزوين-الدوحة
وبدأت أمس الثلاثاء في الدوحة أولى جلسات سلسلة الندوات التي ينظمها المركز تحت عنوان "خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي، إنجازات وإخفاقات وسيناريوهات مستقبلية".
وتهدف الندوة لإعطاء صورة واضحة وأدلة مقنعة يعرف الشارع العربي من خلالها محطات نجاح وإخفاق ثورات الربيع العربي، إضافة لتذكير الشعوب العربية بثوراتهم التي انطلقت قبل خمس سنوات، ويراد لها أن تنسى في ظل اهتمام العالم بمواضيع أخرى كمحاربة الإرهاب، وقضايا إقليمية أخرى.
وفي مداخلته بالندوة حول الحالة الليبية قال الدكتور عوض البرعصي رئيس المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات ونائب رئيس الوزراء الليبي الأسبق، إن الأسباب الداخلية لتعثر الثورة الليبية تتلخص في أمرين، هما التنكر للثوار الذين حرروا ليبيا بدمائهم، وحالة الانقسام التي طبعت المشهد برمته منذ سقوط نظام القذافي.
استمرار الربيع
وأضاف أنه على مستوى التعامل الخاطئ مع الثوار عجزت الحكومات المتعاقبة عن دمج الثوار في الحياة المدنية والعسكرية، خصوصا أن الكثير منهم عبّر عن رغبته في تسليم السلاح والعودة إلى الحياة المدنية.
وفيما يخص حالة الانقسام الداخلي في ليبيا، أوضح البرعصي أن إخفاق الفرقاء الليبيين في توحيد الصفوف وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة جعل من ليبيا دولة فاشلة، محذّرا من أن ليبيا إن لم تتصالح مع نفسها فستواصل السير إلى منحدر يصعب معه إعادة الأمور إلى طبيعتها.
في السياق نفسه عبّر الناطق الرسمي للثورة الشبابية في اليمن، وسيم محمد سلطان القرشي، عن قناعته باستمرارية ثورات الربيع العربي رغم الإخفاقات والتحديات التي واجهتها داخليا وخارجيا.
ورأى القرشي أن الشباب العربي -الذي فجر الثورات العربية ونجح في إسقاط رؤساء تشبثوا بالسلطة عشرات السنين، وإسقاط مصالح قوى إقليمية ودولية- أخفق في تطوير أداء يتلاءم مع المرحلة رغم أن الثورات نجحت في استمراريتها منذ انطلاقتها حتى الآن.
وشدد على أنه باستطاعة الشباب العربي النجاح والوصول إلى أهدافه التي خرج من أجلها إذا ما انتقل من الحركة التصحيحية التي بدأها إلى ثورة حقيقية تؤدي إلى قطيعة شاملة مع كل مخلفات الماضي.
حروب أهلية
من جهته اعتبر رئيس برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة الدكتور عبد الوهاب الأفندي، أن ثورات الربيع العربي نجحت في إنجاز برنامج الحرية للشعوب العربية وفي سلمية الثورات رغم تفجر الأوضاع بشكل جعل المراقبين يخشون من تكرار تجربة بلدان أفريقية دخلت في أتون حروب أهلية طاحنة بعد سقوط الطغاة.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن على الحركات السياسية في الوطن العربي إذا ما أرادت الوصول إلى أهداف الثورة التي خرجت من أجلها، التسامي على خلافاتها التي ظهرت بعد الثورة.
وطالب بجلوس الثوار من مختلف التوجهات السياسية على طاولة الحوار من جديد والتنازل بعضهم لبعض، وتغليب مصلحة الأوطان على حساب المصالح الحزبية الضيقة، كما حصل في تونس التي أثبتت نخبتها أنها استثناء في الوطن العربي.