هدنة الزبداني.. انتصار للمقاومة وسط الركام
وسيم عيناوي-الزبداني
ويشير ناشطون إلى أن حملة حزب الله والنظام السوري على الزبداني طيلة ثلاثة أشهر لم تمكنهما من السيطرة الكاملة على البلدة بالرغم من استخدام البراميل المتفجرة مؤخرا في ظل تمترس قوات المعارضة وسط البلدة عقب سيطرة حزب الله على أجزاء من أحيائها الغربية والجنوبية في الفترة السابقة.
ويرى مسؤول الهيئة الطبية في الزبداني عامر برهان أن مطلب الوفد الإيراني للهدنة "لم يكن فقط بسبب الهجوم الأخير لجيش الفتح على كفريا والفوعة، إنما كان لصمود ثوار الزبداني أمام الهجمات المستمرة لحزب الله والنظام السوري الدور الأبرز في ذلك".
وأضاف برهان أن حزب الله "سعى مؤخرا لتكثيف هجماته المدعومة بالقصف الجوي من النظام السوري على الزبداني لخنق من تبقى هناك وتحقيق نقطة إضافية تحسب لصالحهم في المفاوضات ضمن سياسة الضغط على وفد الأحرار المفاوض بقبول إفراغ الزبداني من ثوارها وأهلها حفاظا على أرواحهم".
وتابع "هذا الصمود أتى من اعتياد الثوار الحياة بين الركام واستغلال دمار مدينتهم التي يعلمون مداخلها ومخارجها في إيقاع عناصر حزب الله في الكمائن التي باتت تستنزف أكبر عدد من العناصر البشرية لهم، والبراميل اليومية التي تلقيها مروحيات النظام لم تعد تحدث ذلك الفارق لصالحه، فهي لن تزيد دمارا فوق دمار مدينتهم المدمرة، خاصة أن الثوار قد تهيؤوا لمثل هذه الظروف الصعبة".
وذكر أن فصيل أحرار الشام "الفصيل الأبرز في القتال على أرض الزبداني، الذي قد قام بدوره بتفويض وفد أحرار الشام المتواجد في تركيا بالتفاوض، وذلك بعد ربط مصير كفريا والفوعة الشيعيتين بمصير الزبداني وثوارها".
من جهته، قال الإعلامي علي إبراهيم الناطق باسم الزبداني "إن ثوار الزبداني يسعون لتكريس هذا الصمود لفرض مطلبهم الأساسي بإجلاء الجرحى والإفراج عن المعتقلين ووقف استهداف بلدة مضايا التي تعد الملاذ الأساسي لنازحي الزبداني البالغ عددهم خمسين ألف نازح وفك الحصار عنها بعد أن لجأ النظام لقصفها مؤخرا ضغطا على الثوار هناك".
وبشأن الوضع الميداني قال إبراهيم إن الهدنة "دخلت حيز التنفيذ فعليا دون أي خروقات من الطرفين، وبدأ وقف استخدام السلاح الثقيل من الطرفين حتى ظهر يوم الأحد الماضي، وبنود الاتفاق المبدئي لا تزال مبهمة.
وأضاف إبراهيم أن كل المعلومات الحالية تشير إلى أن اتفاقا يجري التحضير له بخصوص إخراج عدد كبير من المعتقلين، إضافة إلى إخراج الجرحى وقسم من المدنيين من الزبداني مقابل إخراج عدد معين من أهالي كفريا والفوعة، وإيقاف التقدم من كلا الطرفين بالتزامن مع توقف استخدام السلاح الثقيل حتى الوصول لصيغة نهائية تضمن عدم خروج ثوار الزبداني منها.