البارزاني وخصومه.. معركة الرئاسة بلا منافس
عبدالحميد زيباري-أربيل
واختير مسعود البارزاني رئيسا للإقليم دون منافس من خلال برلمان كردستان في 2005، ثم أعيد انتخابه بالتصويت المباشر في 2009 وحصل على حوالي 70% من أصوات الناخبين.
وقد نافسه في الرئاسة وقتها ثلاثة مرشحين آخرين حصل أحدهم على نسبة حوالي 25% من الأصوات. ثم مددت رئاسته لمدة عامين من قبل برلمان الإقليم وبقانون خاص، لكونه أكمل ولاتين حسب قانون رئاسة الإقليم. وانتهت مدة التمديد للبارزاني في 19 أغسطس/آب الجاري، مما أدخل كردستان العراق مرحلة فراغ سياسي.
وفي تصريح للجزيرة نت، تقول ريواس فائق -عضو برلمان الإقليم- إن عدم بروز أي اسم لمنافسة البارزاني يعود لأن مفوضية الانتخابات أوضحت أنها لن تستطيع إجراء الانتخابات قبل ستة أشهر من الآن. وترى أن هذا السبب جعل الأحزاب الكردستانية غير مهتمة حاليا بمسألة ترشيح منافس للبارزاني.
وكانت أحزاب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي، قدمت مشروع قانون للبرلمان لتقليل صلاحيات رئيس الإقليم وتغيير النظام السياسي من رئاسي إلى برلماني.
وتسعى هذه الأحزاب لأن يكون اختيار رئيس الإقليم من خلال نواب البرلمان، مقابل رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البارزاني لهذا المشروع.
وعقدت الأطراف الكردستانية الخمسة الرئيسية في البرلمان سلسلة اجتماعات آخرها اليوم الأحد في مدينة السليمانية، للوصول إلى حل يرضي الجميع وإخراج الإقليم من واقع الفراغ السياسي.
ويقول الصحفي شوان محمد -رئيس تحرير موقع "سبي" الإلكتروني- إن هناك أربعة أحزاب مهمة منشغلة أكثر بأن يكون النظام السياسي في الإقليم برلمانيا وأن يكون منصب رئيس الأقليم شرفيا "ولهذا لم يفكروا في المرحلة الحالية بإيجاد منافس للبارزاني".
إلا أن الكاتب الصحفي الكردي ريبوار كريم يرى أن هذه الأحزاب الأربعة لم تجد أي منافس للبارزاني لخلافته في الحكم، مما دفعها إلى اللجوء لتغيير النظام السياسي في الإقليم كون حزبه لا يملك الأغلبية في البرلمان.
ووفق رأيه فإن البارزاني يمتلك حاليا أغلبية في صفوف الشارع الكردي ولذا لم يجد منافسوه طريقة لإقصائه سوى تغيير آلية الاقتراع. ويضيف، أنه بالرغم من وجود شخصيات من جيله فاعلة في الساحة السياسية، فإن البارزاني ظل يحظى بزخم خاص نظرا لكونه ابن الراحل مصطفى البارزاني الذي يعتبر من أهم رموز القضية الكردية.
كما يشير كريم إلى أن السياسة الأميركية والبريطانية في منطقة الشرق الأوسط تعتمد على العائلات والعشائر "ولهذا نراهم أيضا يؤيدون بقاء البارزاني".
ويرى أن الأحزاب الرئيسية تعرف جيدا أنه لا يوجد أي منافس للبارزاني لأن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية أكسبته شعبية كبيرة وبات خصومه يخافون منافسته ويريدون إزالته من خلال البرلمان، وفق تصوره.