جلسة ساخنة بالكونغرس لمناقشة الاتفاق النووي
احتدم النقاش بين ممثلي الإدارة الأميركية وأعضاء بالكونغرس مساء الخميس على خلفية الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، وذلك أثناء جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي.
وشهدت جلسة أمس سجالا خلال شهادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الطاقة إيرنست مونيز، ووزير الخزانة جاك لو، أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي الذي استضافهم للرد على الأسئلة التي تراود اللجنة عن مضمون الاتفاقية المبرمة.
وقد هاجم السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي -رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر- الاتفاق قائلا "أعتقد أن ما قمتم به خلال هذه المفاوضات أنكم شققتم طريقا متناسقا بشكل كامل لإيران من أجل الحصول على سلاح نووي عن طريق إلزام أنفسكم الكامل بهذا الاتفاق".
واتهم كوركر الإدارة الأميركية بحصر خياراتها بين أحد أمرين "إما هذه الصفقة أو الحرب"، كما اتهمها بالتسبب في عزلة الكونغرس الأميركي دوليا عن طريق التصويت على الاتفاقية قبل ذلك عبر مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الكونغرس هو الذي أصبح طرفا منبوذا وليس إيران.
أما السيناتور الجمهوري عن ولاية آيداهو جيمس ريش فقد انتقد هو الآخر فريق التفاوض الأميركي والاتفاقية وقال "أن تقول إن هذه اتفاقية جيدة هو أمر مثير للسخرية مع كل احترامي لكم، لقد تم خداعكم، وسوف يدفع الشعب الأميركي ثمن ذلك".
وفي معرض ردوده على الانتقادات الموجهة له أشار كيري إلى أن رفض الاتفاقية واللجوء إلى العمل العسكري بدلا عنها سيسبب عزلة للولايات المتحدة، مضيفا أنه سيكون علينا (في حال اللجوء للعمل العسكري) التحرك دون مشاركة أي من حلفائنا، وهذا ثمنه ليس سهلا.
كما أكد كيري أن تأييد الاتفاقية ليس قاصرا على الولايات المتحدة بل هي اتفاقية قوى نووية أخرى فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، مشددا على أن جميع هذه الدول لديها معرفة جيدة جدا بهذا المجال وتحدياته.
ويقوم عدد من جماعات الضغط الأميركية بضخ العديد من الإعلانات التلفزيونية في مختلف أنحاء البلاد وبقيمة ملايين الدولارات من أجل تحفيز الرأي العام الأميركي والقوى السياسية على رفض الاتفاقية بين مجموعة 5+1 وإيران.
ومن أبرز هذه الجماعات "لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية" المعروفة بأيباك والتي تشير تقارير إلى تخصيصها مبلغ يتراوح بين عشرين إلى أربعين مليون دولار لهذا الغرض.
وقد دعا السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو -وأحد المتقدمين للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2016 عن الحزب الجمهوري– الديمقراطيين بمجلس الشيوخ للانضمام إلى الحزب الجمهوري لمعارضة الاتفاقية ليحصلوا على أغلبية الثلثين التي لا يستطيع معها الرئيس الأميركي استخدام حقه في النقض (الفيتو).
ويحتاج الكونغرس الأميركي إلى نسبة الثلثين في شقيه (الشيوخ والنواب) لتمرير تشريع لا يؤثر فيه استخدام الرئيس الأميركي حق الفيتو لنقض التشريع.
وقد بدأت الاثنين الماضي فترة ستين يوما يفترض بالكونغرس الأميركي خلالها مراجعة الاتفاقية النووية مع إيران والتصويت عليها.