30 يونيو.. يوم صُنع الندم
دعاء عبد اللطيف-القاهرة
ولا يتعلق الأمر فقط بمن اشتهروا إعلاميا، فها هو مواطن بسيط يدعى سيد عبد الحي (61 سنة)، يقول إنه كان يعقتد أن التظاهر من أجل الإطاحة بالرئيس محمد مرسي سيحل مشاكله، لكنه اكتشف لاحقا أن اعتقاده جانب الصواب.
ويعبر عبد الحي -الذي يعيش وحيدا بغرفته الضيقة- عن حاله البائس ساخرا فيقول إن غلاء أسعار السلع وأزمات الوقود المتكررة منذ عامين، هي مشكلات يسمع عنها من جيرانه لكنه لا يعيشها "أنا أقل من أن أعيش هذه المشكلات فحتى التيار الكهربي الذي يمر بالغرفة أخذته من عمود كهربي بالشارع القريب".
أكلت بنيها
أما عضو تكتل القوى الثورية محمد عطية -الذي شارك في مظاهرات 30 يونيو- فيقول "إن 30 يونيو تأكل أبناءها الذين صنعوها، في مقابل تمهيدها الطريق لعودة رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك".
وأضاف للجزيرة نت، أنه عندما شارك في المظاهرات قبل عامين كان يحلم بعودة الحياة السياسية "عبر التخلص من الإخوان وباقي أركان دولة مبارك العميقة، واعتقدنا في 30 يونيو أننا نهدي قبلة الحياة لشباب الثورة لكن للأسف اتضح أننا منحنا الحياة لنظام مبارك ولم نحقق أي هدف للثورة".
ومن جهته قال الكاتب الصحفي أحمد القاعود، إن المصريين "لم يتوقفوا خلال العامين الماضيين عن التظاهر بسبب عدم تحقيق النظام أي تقدم على المستوى السياسي والاقتصادي".
وأضاف للجزيرة نت أن النظام "بعدما قتل واعتقل الآلاف من نشطاء التيار الإسلامي امتدت يده إلى من أوصلوه لسدة الحكم بمشاركتهم في مظاهرات 30 يونيو", وعلل سبب تضييق السلطة الخناق على مؤيديه، بأن النظام يعتبر ثورة 25 يناير مؤامرة خارجية لذا عمل على تشتيت من قاموا بها وبث الكراهية بينهم فضلا عن اعتقال الكثير منهم متجاهلا أن منهم من تظاهر تأييدا له في 30 يونيو".
في المقابل يرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي أن المصريين تعاملوا مع نظام ما بعد 30 يونيو باعتباره المنقذ لهم من كل المشكلات التي يعانون منها.
لكن العزباوي لا ينفي "فشل الحكومة الحالية في التعاطي مع عدة أزمات"، معتبرا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل فشل الأداء الحكومي أمام الشعب، كما أن تخاذل الحكومة في إدارة الأزمات تسبب في تنامي المعارضة من جانب من شاركوا في30 يونيو".