مقاتلو المعارضة السورية يحضرون لمعركة حلب
عمر يوسف-حلب
وتعود أهمية المعركة المرتقبة إلى كون حلب ثاني أهم مدينة ما زال النظام السوري يسيطر على قسم كبير منها بعد العاصمة دمشق، كما تضم أفرعا أمنية حصينة للنظام كالأمن العسكري، والأمن السياسي، وأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية والتي تعتبر أعتى معاقل النظام وأكثرها تحصيناً.
وكانت نهاية أبريل/نيسان الماضي قد شهدت الإعلان عن تشكيل "غرفة عمليات حلب"، وذلك بمشاركة عدة فصائل أبرزها "الجبهة الشامية"، و"أحرار الشام"، و"فيلق الشام"، و"كتائب ثوار الشام"، و"جيش الإسلام"، و"تجمع فاستقم كما أمرت"، و"كتائب فجر الخلافة".
ودعت الغرفة عبر تسجيل بثته على مواقع التواصل الإجتماعي باقي الفصائل العسكرية في حلب للانضمام إليها بهدف توحيد القوى العسكرية في كيان واحد.
ويبدي قياديون في المعارضة السورية المسلحة تفاؤلا حذراً بتلك المعركة لأن حلب تمتد على مساحة جغرافية كبيرة، وقال القائد العسكري لغرفة عمليات "فتح حلب" ياسر عبد الرحيم "إن معركة حلب لا تختلف عن معركتنا مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي فتح معارك بريف حلب الشمالي لصرف أنظارنا عن المدينة، ولن يمنعنا ذلك من التحضيرات لمعركة المدينة".
وأرجع عبد الرحيم تأخر معركة حلب إلى "احتياج ضرب المدن الى تحضيرات ومدة زمنية تتطلب استطلاع الأهداف وتحضير العتاد، إضافة إلى خطط تضمن حماية المدنيين والمراكز المدنية والجامعات والمرافق العامة".
وأضاف أنه "من الصعب المقارنة بين قوة جيش النظام وقوات المعارضة، فالنظام مدعوم من العالم بأكمله، ويمتلك الطائرات وصواريخ سكود التي لا نمتلكها، لكن عزيمتنا عالية وهدفنا هو إرضاء الله من أجل تحرير بلدنا ورفع الظلم عن شعبنا وأهلنا".
وحول الجانب المدني قال "ستصدر تعليمات شاملة للسكان المدنيين في مناطق النظام فور بدء المعركة لضمان سلامتهم وذلك بالتعاون مع الشرطة الحرة"، مطالباً المدنيين بالابتعاد عن المراكز العسكرية "لأن النظام سيستخدمهم كدروع بشرية كما دأب دائماً".
في المقابل يبدي مدنيون بمناطق النظام خوفاً كبيرا من موجة نزوح ثانية تحمل معها معاناة مادية واجتماعية كبيرة. وقال أبو رامي (50 عاما) الذي يعمل سائق حافلة "من عايش النزوح لأربع سنوات لا يفضل تكراره بأي حال من الأحوال".
وفي الوقت الذي تعد فيه الفصائل العسكرية العدة لمعركة حلب، اقتحم تنظيم الدولة عددا من قرى ريف حلب الشمالي المتاخمة لمناطق سطيرتها هناك، وسط حديث عن معارك كر وفر في بلدات صوارن والكفرة والبل، بينما تشتعل جبهة البريج في ريف حلب أيضاً بمحاولات من جيش النظام للتقدم.
واعتبر ناشطون ميدانيون هذه المعركة "دليلا على تنسيق بين جيش النظام السوري وتنظيم الدولة لقطع الطريق على المعارضة المسلحة لتكرار سيناريو إدلب في حلب".