احتفالات ببالتيمور بعد اتهام الشرطة بقتل شاب أسود
ما إن أعلنت المدعية العامة لولاية ميريلاند الأميركية أمس الجمعة توجيه تهم إلى ستة من أفراد شرطة بالتيمور بالقتل غير العمد في قضية وفاة الشاب الأسود فريدي غراي، حتى انطلقت الاحتفالات في شوارع المدينة المشحونة بالتوتر.
وأعلنت هيئة الشرطة في بالتيمور في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن أفرادها "أوقفوا المتظاهرين الذين رفضوا مغادرة المكان بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ".
وفي بيان قرأته على الصحفيين مساء أمس قالت المدعية العامة مارلين موسبي إن اعتقال غراي "كان غير قانوني وغير مبرر"، وإن رقبته تعرضت للكسر ويديه ورجليه كانتا مكبلتين بعد أن طُُرح أرضا داخل العربة دون حزام أمان، بينما لم يأبه أفراد الشرطة لمناشدات الشاب لهم بحاجته لرعاية طبية.
وباغت هذا الإعلان السريع للمدعية -الذي جاء بعد أقل من يوم من تلقيها التحقيق الجنائي من إدارة الشرطة والنتائج الرسمية لتشريح الجثة- المدينة برمتها.
وتشغل موسبي -التي تبلغ من العمر 35 عاما- منصبها منذ أربعة أشهر فقط، وهي أميركية من أصول أفريقية. وقوبلت بصيحات فرح من حشد في مؤتمر صحفي حين أعلنت الاتهامات.
وأثارت قضية غراي مجددا الجدل الدائر في الولايات المتحدة إزاء ما إذا كان الشرطة يتسرعون في بعض الأحيان في استخدام العنف ضد السود وخصوصا الشباب منهم.
وبين أبرز تلك الحالات قضية فيرغسون بولاية ميسوري حين قام شرطي أبيض بقتل الشاب الأعزل مايكل براون مما تسبب بأعمال شغب، لكن هيئة المحلفين التي عُينت في تلك القضية رفضت توجيه أي تهمة للشرطي.
تسرع أم بارقة أمل؟
وقالت موسبي في بيانها إن الشرطة ما كان لها أن توقف غراي أو تلاحقه، بل إنها اتهمته زوراً بامتلاكه بشكل غير قانوني سكيناً زنبركية بينما كانت بحوزته مدية جيب مشروعة.
ومع إن إعلان موسبي قابلته شوارع بالتيمور بالاحتفالات، فإن محامي نقابة شرطة المدينة وصفه بالمتسرع.
فقد قال المحامي مايكل ديفي "لم أر يوماً مثل هذا التسرع في توجيه تهم جنائية". وأضاف "نعتقد أن هؤلاء الشرطة ستُبرأ ساحاتهم لأنهم لم يرتكبوا أي سوء".
غير أن وليام ميرفي -محامي عائلة الشاب الأسود- لم ير في الأمر تسرعاً، بل رأى أن الإعلان "أعطى الأمل للأسرة"، واصفاً إياه بأنه يمثل خطوة بالغة الأهمية على طريق تحقيق العدالة من أجل فريدي غراي.
ولم تقتصر المظاهرات على بالتيمور وحدها، ففي نيويورك خرج مئات الأميركيين من مختلف الأعراق إلى الشوارع للمطالبة بتطبيق العدالة ومحاسبة الشرطة بعد تكرار مقتل أميركيين سود على أيدي أفراد من الشرطة.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بنزع سلاح الشرطة، وتدين الاستهانة بحياة السود والملونين، وتصف تصرفات الشرطة بالوحشية.
ونشرت وسائل الإعلام صور الشرطة الستة، وثلاثة منهم من السود. وأشارت رئيسة بلدية بالتيمور ستيفاني رولينغز بلايك إلى أن خمسة منهم قيد التوقيف بينما أوردت وسائل الإعلام المحلية أن الستة موقوفون.