لماذا يطرح السيسي موضوع رحيله؟
لم يمرّ خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة المولد النبوي على مواقع التواصل دون أن يثير دوافع الثورة مجددا لدى أغلب القطاعات الشبابية المصرية، فالشباب أصبحوا يضيقون شيئا فشيئا بالأوضاع السياسية والاقتصادية الناجمة عن سياسات النظام التي يصفونها بالقمعية والمرتبكة، وتتعالى بين صفوفهم الدعوة للثورة يوما بعد آخر.
السيسي بدا -وفق ناشطين- مرتبكا وحذرا من ثورة تلوح في الأفق رآها بعينيه أو لمست دوافعها أجهزته الاستخبارية، وذكر في خطابه أنه لا يخشى الرحيل وترك الكرسي، لكنه في الوقت ذاته هدد وبشكل مبطن بأن رحيله سيكون مرادفا لانتهاء الدولة المصرية، مما اعتبره مغردون على موقع تويتر تجاوزا لسقف الفوضى الذي هدد به مبارك إلى سقف أعلى يسمى زوال الدولة.
تهديد السيسي في نظر ناشطي تويتر لم يقف عند حد التهديد بزوال الدولة، فالأمر وصل إلى أنه يريد أن يحول المصريين إلى لاجئين ومهاجرين في البحار في حال فرضت عليه مطالب -يتوقعها- بالرحيل، هذا ما فهمه مغردون على وسوم "#ارحل_ياسيسي" و"#أنا_مصري_وبقولك_ارحل"، واعتبروا تهديداته استفزازية.
خايف ليه يا سوسو ؟ وشك نزل عليه غضب ربنا ليه النهارده؟ 25 يناير بترعبك؟ #ارحل_ياسيسي pic.twitter.com/j7VLivhJyd
— مصري (@HedayaZizo) December 23, 2015
هلع #السيسي من الثورة القادمة وصل به لمحاولة التهدئة وكسب ود الشعب باستغلال “المولد النبوي” …بعد ايش!!
— عــُـوْن .. (@i_aown) December 23, 2015
بينما ذهب مغردون إلى أن تحذير السيسي من النزول ضده وتأكيده المستمر على عدم خوفه من هذه الدعوات والمطالب لا ينم إلا عن معكوس ما يريد إيصاله، فالسيسي في نظر غالبية الشباب المشارك في الوسم يعاني خوفا داخليا من دعوات الثورة التي أطاحت بمبارك، والتي شهد فصولها على مدى سنوات خمس، وهذا "الخوف" في نظر المغردين أصبح ينكشف في كل تهديد يطلقه لسانه.
الخوف إذن من ثورة يناير وإدراك الرئيس للغضب المتنامي في نفوس الشباب المصريين، مع تزايد فاتورة القمع الأمني ضدهم، وانعدام الأفق السياسي للمشاركة والفاعلية هي أسباب رآها الشباب على الوسوم المتعددة دافعا رئيسيا لطرح السيسي ملف رحيله وأنه لا يخشى ذلك.
وبينما استقبل الشباب على مواقع التواصل الخطاب بشيء من التحليل والسخرية، فإن فريقا منهم أكد على أن هذه التهديدات تزيدهم إصرارا على المضي قدما في مطالبهم السياسية، وأن اهتزاز النظام -وفق قولهم- يؤكد لهم صحة مطالبهم وتماسكها واقترابها من واقع الحال والمعاش في مصر.
من يتابع خطاب #السيسي اليوم يدرك أنه يشعر بالخطر وهو رجل المخابرات الذي يقرأ ما بين السطور ولكن الثورة تحتاج لإرادة وقيادة وحشود شعبية قوية
— د.حسن سلمان (@Hassensalman) December 22, 2015
انا عاوز افكركم ان قرار الثوره بدأ يوم 14يناير 2011 #السيسي له حق يقلق واحب افكركم برضه ان اهم اسباب قيام الثوره كان إجرام الشرطه =
— Mohamed EL-Boghdadi (@m_elboghddadi) December 23, 2015
لذيذ اوي خطاب السيسي ..الشخص الوحيد فمصر اللي مؤمن حتى النخاع ..ان الثورة مستمرة ..ومش عارف ينام ??
— التنين المجنح #غزة? (@Lucifer_ZS) December 23, 2015
مبارك : انا أو الفوضى السيسي : الثورة ضدي ضياع للبلد #الخلاصه عيشو ف قهر وديكتاتوريه وذل وفقر يا متعشوش خالص
— مســئول شباك تويتر (@yosefahmed11) December 22, 2015