مباحثات تاريخية في هافانا لتعزيز التقارب بين كوبا وأميركا
بدأت في العاصمة الكوبية هافانا أمس الأربعاء مباحثات تاريخية تستمر ليومين بين كوبا والولايات المتحدة، تهدف إلى تعزيز التقارب بين البلدين بعد أكثر من نصف قرن من العداء.
وكان الرئيسان الكوبي راؤول كاسترو والأميركي باراك أوباما أعلنا عن تطبيع العلاقات بين بلديهما يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما مهد الطريق لهذه المباحثات التي ستركز في مرحلتها الأولى على ملف الهجرة لتنتقل إلى ملف استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وقال مراسل الجزيرة ناصر الحسيني إن أول يوم من المباحثات تميز بأجواء إيجابية ومتفائلة، لكن الخلافات برزت في بعض الملفات، أبرزها الهجرة وتطبيع العلاقات.
وأضاف الحسيني أن الكوبيين طالبوا بقبول أميركا لأي مواطن كوبي يصل إلى الأراضي الأميركية واعتباره لاجئا، بينما اعتبرت واشنطن هذا المطلب تشجيعا على الهجرة السرية، مشيرا إلى أنه خلاف لم يتم تجاوزه في اليوم الأول من المباحثات.
وتابع بأن الملف الثاني يتعلق بتطبيع العلاقات التجارية، وشددت فيه هافانا على ضرورة رفع العقوبات والحظر التجاري عليها قبل الحديث عن أي تطبيع للعلاقات، إضافة إلى حذف كوبا من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، حسب المراسل.
كيري متفائل
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأربعاء في واشنطن "عندما يصبح الوقت ملائما ومناسبا، أنوي التوجه إلى كوبا كي أفتتح فيها رسميا سفارة ويبدأ تحقيق تقدم".
وأشار كيري إلى أنه "بالتأكيد" ما زال أمام كوبا والولايات المتحدة "بعض الأمور" للتفاوض بشأنها، مضيفا "أملنا أن يضعنا هذا التطبيع في موقف أقوى من أجل دفع مصالحنا وقيمنا".
وأوضح أن من بين المواضيع التي ما زالت بحاجة إلى تفاوض، رفع القيود عن سفر الدبلوماسيين وإنهاء العدد المحدود للطواقم الدبلوماسية ورفع القيود على تسليم البضائع إلى البعثة الدبلوماسية، بالإضافة إلى تأمين ممر آمن للبعثة الأميركية في هافانا، مع المعاملة بالمثل بالنسبة لكوبا في واشنطن.
وقال كيري إنها مفاوضات تتطلب "تفهما متبادلا"، وذلك بعد أن وصلت مساعدة وزير الخارجية روبرتا جاكوبسون إلى هافانا أمس الأربعاء للمشاركة في المباحثات، وهي أول مسؤول أميركي على هذا المستوى يزور الجزيرة منذ العام 1980.