وزير العدل الأميركي إلى فيرغسون لتهدئة الاحتجاجات
اجتمع وزير العدل الأميركي أريك هولدر في فيرغسون بعدد من المواطنين والمسؤولين المحليين في محاولة لتهدئة سكان هذه البلدة التي تشهد احتجاجات منذ أكثر من عشرة أيام على خلفية مقتل شاب أسود برصاص شرطي أبيض قبل أيام.
وحاول هولدر -وهو أميركي من أصل أفريقي- خلال زيارته الأربعاء التفاعل مع أهل البلدة الواقعة في ضاحية مدينة سانت لويس بولاية ميزوري بالكلام مع سكانها والجلوس مع بعضهم أو بمصافحة البعض وعناق آخرين، وذلك بتكليف من الرئيس باراك أوباما.
وقال وزير العدل -وهو أرفع مسؤول في الإدارة الأميركية يزور فيرغسون منذ بدأت الاضطرابات فيها- إنه يأمل أن "يكون لهذه الزيارة أثر مهدئ في البلدة" التي تشهد يوميا احتجاجات سلمية وأخرى عنيفة على خلفية مقتل الشاب مايكل براون (18 عاما) برصاص الشرطة في التاسع من أغسطس/آب الجاري.
وأكد هولدر أنه يتفهم السبب في أن الكثيرين من الأميركيين السود لا يثقون في الشرطة، وذكر كيف تم إيقافه مرتين على طريق سريع في نيوجرسي بسبب تجاوز السرعة وكيف تم تفتيش سيارته بشكل كامل، مبرزا مدى المهانة التي شعر بها وما تركه الحادثان فيه من آثار نفسية.
وأكد الوزير للمسؤولين المحليين وطلاب في جامعة فلوريسانت فالي أن "مدعين عامين سيجرون تحقيقا لا لبس فيه" لمعرفة ما إذا كان الشرطي الذي قتل براون تصرف بدوافع عنصرية.
وخلال لقاء جمعه بعدد من السكان في أحد مطاعم البلدة، طلب هولدر من "مواطني فيرغسون الذين يعبرون بسلمية عن حقهم في التظاهر الانضمام إلى قوات الأمن في مكافحتها لمرتكبي أعمال النهب والتخريب وكل أولئك الساعين إلى زرع بذور الفتنة وتأزيم الوضع".
تحقيق مستقل
وفي جلسة مغلقة عقدت الأربعاء، بدأت هيئة محلفين في مقاطعة سانت لويس دراسة هذه القضية لتحديد ما إذا كان هناك ما يستدعي إطلاق ملاحقات قضائية بحق الشرطي الذي أطلق النار على الشاب الأعزل.
ولكن قرار هذه الهيئة لن يصدر سريعا وقد يستغرق الأمر حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بحسب ما قال المدعي العام في سانت لويس روبرت ماكولوك.
وكان وزير العدل وعد الثلاثاء قبل زيارته فيرغسون بأن يكون التحقيق في هذه القضية "كاملا ونزيها ومستقلا"، مشيرا إلى أنه لكي تبدأ عملية المصالحة يجب قبل كل شيء أن تتوقف أعمال العنف في شوارع فرغسن.
وشدد على أن هذه الأعمال التي نسبها إلى مجموعة صغيرة من الأشخاص الآتين من خارج فيرغسون "تسيء كثيرا إلى قضية العدالة بدلا من أن تفيدها".
من جهة ثانية أعلنت شرطة مقاطعة سانت لويس أنها علقت مهام رقيب شرطة بسبب تصرفه "غير الملائم"، مشيرة إلى أنها اتخذت هذا الإجراء بحقه بعدما صوب فوهة بندقيته باتجاه "متظاهر سلمي".
وقال مركز الخدمات الأمنية بمقاطعة سانت لويس إن 57 شخصا على الأقل ألقي القبض عليهم منذ الحادثة بتهمة عدم الانصياع لأوامر الشرطة بالتفرق، وأضاف المركز أن 15 من المقبوض عليهم من خارج ولاية ميزوري.