إسرائيل تهاجم "التجمع" بعد زيارة أعضائه قطر
وديع عواودة-حيفا
وفي الوقت الذي يتعرض الحزب -الذي أسسه المفكر العربي المقيم بالدوحة عزمي بشارة– لهجوم من قوى اليمين، فقد قدمت الشرطة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد القيادية بالحزب حنين زعبي بدعوى تحقيرها اثنين من عناصرها والتحريض على العنف ضدهما.
ويربط مراقبون بين هذه الحملة الإسرائيلية المتصاعدة ضد قطر وحزب التجمع الوطني الديمقراطي وبين حالة الانفلات غير المسبوقة للعنصرية في إسرائيل على المستوى الرسمي والشعبي التي زاد منها الشعور بالخيبة والإحباط بعد فشل العدوان الأخير على غزة.
طابور خامس
وكان ساسة إسرائيليون في مقدمتهم الرئيس السابق شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد شنوا منذ بدء العدوان على غزة حملات متتالية ضد قطر بدعوى أنها تدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتدفع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى "عرقلة" مساعي التسوية الجارية بالقاهرة.
وتستعد لجنة "الأخلاق" بالكنيست لمناقشة سفر نواب التجمع الأسبوع الماضي إلى قطر تمهيدا لمعاقبتهم. ويشارك في الحملة وزراء ومسؤولون أبرزهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي أطلق خلال العدوان دعوة شبه صريحة لقتل القيادية بالحزب حنين زعبي، التي تتعرض لتحريض ومحاولات شيطنة منذ مشاركتها في أسطول الحرية الذي كان متجها لغزة عام 2010.
وتبدو خطورة تحريض ليبرمان جلية في المصطلحات التي يستخدمها عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، ومنها أن ما سماها قائمة "الطابور الخامس" التي تمثل التنظيمات "الإرهابية لا مكان لها في الكنيست".
وفي وقت سابق كتب ليبرمان على حسابه "في وقت تخوض فيه إسرائيل الحرب ضد الإرهابيين يسافر نواب التجمع إلى قطر ويظهرون دعمهم لخالد مشعل ورفاقه".
وتوجهت رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست عضوة حزب الليكود ميري ريغف للمستشار القضائي للحكومة بطلب التحقيق مع نواب التجمع وإخراجه عن القانون.
فاشية
وبدوره أدان التجمع الوطني الديمقراطي حملة التحريض عليه، واعتبرها أحد دلائل "فقدان التوازن" الناجم عن فشل الحرب على غزة.
وعن زيارة أعضاء الحزب لقطر، يؤكد رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة للجزيرة نت أن قطر "دولة عربية شقيقة تلتزم بمسؤولياتها القومية ومن الطبيعي الحفاظ على التواصل مع إخوتنا".
واعتبر القيادي بالتجمع أن التهم الموجهة لزعبي مجرد "ذريعة"، وقال إن محاكمتها تعكس "محاولة انتقام سياسي تأتي لتثني فلسطينيي الداخل عن محاربة نظام عنصري يشن حربا إجرامية ويتصرف بطريقة فاشية". وتابع "وجدوا بحنين زعبي عنوانا لردعنا كشعب عن حقنا في النضال ضد فاشية وعنف مؤسسات هذه الدولة العنصرية".
وعن جدوى مشاركتها وحزبها في الكنيست، توضح زعبي في حديث للجزيرة نت أن فضح عنصرية إسرائيل وشرطتها في العالم إحدى مهامها الوطنية، على حد تعبيرها.
تساءلت زعبي عن عدالة الجهاز القضائي الإسرائيلي الذي "يغفل دعوة ليبرمان لقتلها" في حين تلاحقها الشرطة لاستنكارها مشاركة رجال شرطة عرب في قمع شعبهم |
وقالت إنها تستعد لتحويل محاكمتها لملف سياسي من الدرجة الأولى تتهم فيه الشرطة نفسها لأنها "تترك المهددين الحقيقيين وموجات العنصرية لتنشغل بعملية انتقام شخصي من عضو كنيست تحوّله لمصدر تهديد للأمن والنظام".
وتساءلت زعبي عن عدالة الجهاز القضائي الإسرائيلي الذي "يغفل دعوة ليبرمان لقتلها" في حين تلاحقها الشرطة لاستنكارها مشاركة رجال شرطة عرب في قمع شعبهم.
وأشارت عضوة الكنيست إلى أن شرطة إسرائيل "لا تتعامل مع فلسطينيي الداخل كمواطنين وإنما كأعداء"، مشيرة إلى لجنة "أور" التي حققت بقتل 13 شابا فلسطينيا في انتفاضة القدس والأقصى عام 2000، وكذلك سلسلة الاعتقالات والملاحقات العشوائية التي تتم بحقهم.
ويرى مدير مركز "مساواة " جعفر فرح أن شرطة إسرائيل "تكيل بمكيالين"، رغم أنه يستبعد ذهاب إسرائيل لحد "حظر التجمع أو منع زعبي من خوض الانتخابات البرلمانية". ويقول فرح إن حملة التحريض هي "حلقة بمسلسل ملاحقات قادة فلسطينيي الداخل من محمد بركة إلى الشيخ رائد صلاح وغيرهما".
وذهبت الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح إلى الرأي نفسه، مؤكدة أن وقفة فلسطينيي الداخل إلى جانب شعبهم الصامد في غزة "أثارت غضب المؤسسة الإسرائيلية لأنها دليل قاطع على فشل سياسات التدجين والترويض".