الطائرة الماليزية.. بعد دولي آخر للأزمة الأوكرانية
محمد صفوان جولاق-دونيتسك
السلطات والانفصاليون في دونيتسك يتبادلون الاتهامات بشأن السعي لإخفاء أدلة تثبت تورط أحدهما باستهداف الطائرة وإسقاطها بصاروخ أرض جو من طراز بوك م1، كما أكد خبراء.
أما دوليا فيشير الغرب بالاتهام إلى روسيا التي تدعم الانفصاليين الموالين لها، لكن الأخيرة ترى أن كييف هي المتهمة الرئيسية بإسقاط الطائرة، وأن الغرب يستغل الحادث لتجريم الانفصاليين بالإرهاب الدولي.
عرقلة التحقيق
أبرز الاتهامات تتعلق بإتلاف الأدلة التي قد تكشف الجهة المتسببة بإسقاط الطائرة، وعرقلة الوصول إلى مكان الحادث لانتشال الجثث وإجراء تحقيقات محلية ودولية.
رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني فالينتين نايليفاتشينكو اتهم الانفصاليين بسحب وإخفاء الجثث والأدلة، ومنع فرق التحقيق التابعة لكييف من القدوم للمكان، وعرقلة وصول الفرق الدولية.
وهذا الأمر أكده ضمنيا مسؤول لجنة منظمة الأمن والتعاون أليكساندر هاغ الذي زار المكان، وأسف لعدم تمكن فرق تحقيق المنظمة من الوصول حتى الآن، دون الإشارة إلى السبب.
لكن رئيس حكومة ما تسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" أليكساندر بوروداي قال في مؤتمر صحفي إن حكومته معنية بتحقيق دولي ينفي التهم عن "كتائب الجمهورية"، ويثبت أن كييف هي المسؤولة عن إسقاط الطائرة، على حد قوله.
وأكد بوروداي أن حكومته مستعدة لتأمين فرق التحقيق قدر الإمكان، وقال إن كييف هي التي تعرقل وصولها بنشر شائعات تتعلق بخطورة الأوضاع الأمنية في مكان الحادث.
وأشار بوروداي إلى قرب وصول ثلاثة محققين هولنديين وآخرين ماليزيين إلى المكان.
بعد دولي
وبغض النظر عن نتائج التحقيقات، يرى مراقبون أن إسقاط الطائرة الماليزية أكسب الأزمة الأوكرانية بعدا جديدا قد يكون منطلقا لتدويلها.
وتوقع بوروداي أن تكون نتائج التحقيقات الأميركية والأوكرانية ضد الانفصاليين، إذ ستتهمهم بالإرهاب، قائلا "لهذا نرفضها".
وقال إنهم يصرون على أن تكون التحقيقات بإشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وطالب بمشاركة محققين من هولندا وماليزيا "وروسيا التي نثق بها".
لكن رئيس مركز التحليل السياسي في العاصمة كييف أليكسي غارن قال للجزيرة نت إن الانفصاليين يخشون من إثبات تورطهم في الحادث أو ضلوع روسيا فيه التي لا يمكن أن تكون طرفا نزيها في التحقيق، على حد قوله.
واعتبر أن السياسة والقبضة الأمنية الأوكرانية حققتا انتصارات وأعادتا الاستقرار إلى عدة مدن في شرق البلاد، الأمر الذي أزعج روسيا ودفعها لاختلاق مشكلة كبيرة توقف تقدم كييف في مناطق نفوذ الانفصاليين، وفق تقديره.
ويرى أن روسيا تسعى من خلال هذه المشكلة لجعل كييف محل اتهام دولي، لكنها "فشلت وعلى العالم التحرك ووقف هذه الأساليب الإرهابية، لأنها قد تمس جميع الدول".