تفاؤل عراقي بعودة الطالباني
ناظم الكاكئي-أربيل
ووصفت القيادية بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني تارا الأسعدي عودة الطالباني بهذا التوقيت بأنها تأتي في وقت "تمر البلاد بمرحلة حرجة للغاية في ظل الصراع المسلح الذي يجتاح المناطق السنية والمشاكل التي تواجه العملية السياسية بسبب تباين الآراء حول المناصب السيادية".
ويتفق ريبوار إسماعيل (من مكتب تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في أربيل) مع الأسعدي، ويقول إن الطالباني "يتمتع بالحكمة والحنكة في مجال السياسة والعلاقات الدولية، وقد ترك فراغا خلال فترة غيابه لم يتمكن شخص بديل من سد هذا الفراغ، ومعروف أنه صمام الأمان للعراقيين بغض النظر عن انتمائهم القومي والمذهبي.
والعراقيون يأملون أن تسهم تلك العودة في حلحلة المشاكل التي تعصف بالبلاد بسبب تجاوز البعض على عودة الحياة الطبيعية, وإنهاء الخلافات في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني وخاصة المتعلقة بمنصب رئيس الجمهورية والمناصب الوزارية الأخرى بالحكومة الاتحادية في ظل تشكيل الحكومة الجديدة.
تراكمات
على الرغم من ذلك، لا يعول الباحث والمحلل السياسي باقي هورامي كثيرا على عودة الطالباني مرجعا ذلك إلى "الأزمة الحالية التي يمر بها العراق من تراكمات الماضي وأخطاء الإدارة الأميركية السابقة، والسياسة الخاطئة التي اتبعتها الحكومة العراقية في تهميش أطراف سنية وتفضيل لغة الحرب على السلام".
وأضاف "الوضع الصحي للرئيس كما تبين خلال عودته من برلين إلى السليمانية وحجبه عن الإعلام يدل على استحالة ممارسته العمل السياسي مجددا، كما أن توازن القوى في العراق على أرض الواقع قد تغير، فهناك قوى سنية هي التي تمسك بزمام الأمور في المحافظات السنية، وهذه القوى ليست على وفاق مع الطالباني وحزبه المقرب من إيران إلى حد ما.
وعلى الصعيد المحلي بإقليم كردستان (والحديث لهورامي) هناك شخصيات أخرى برزت على الساحة السياسية تتباحث مع رئيس الإقليم مجتمعة، وليس كما كان في السابق الاجتماعات حصرا بين البارزاني والطالباني، وجميع القرارات تأخذ بالتشاور بين الجانبين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الطالباني هو الأمين العام لحزبه وله كلمة الفصل في النظام الداخلي للحزب، واحترامه الخاص بين جميع الأعضاء البارزين في القيادة العامة للاتحاد الوطني الكردستاني، وهو من يحسم مرشح رئيس جمهورية العراق خلال أربع سنوات مقبلة.
يُذكر أن الطالباني أول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث، وهو سياسي محنك يُنظر إليه على أنه أبرز الوسطاء بين الخصوم السياسيين في العراق.