إيران تعرض على العراق "أسلوبها" في سوريا
أعلن مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى أن بلاده على استعداد لمساعدة العراق على قتال المسلحين الذين يسيطرون منذ فترة وجيزة على مساحات في شمالي وغربي العراق، واستخدام الأساليب نفسها التي تستخدمها ضد مقاتلي المعارضة السورية.
ولم توضح تصريحات جزائري -التي جاءت مساء أمس السبت- تفاصيل المساعدة التي قد تقدمها طهران لبغداد، لكنها أشارت إلى تقديم يد المساعدة في إطار ما وصفتها بالدفاع الشعبي والمخابراتي.
وقال المسؤول العسكري الإيراني إن بلاده أبلغت المسؤولين في العراق بأنها مستعدة لتقديم "الخبرات الناجحة في الدفاع الشعبي المتنوع وهي الإستراتيجية نفسها الناجحة المستخدمة في سوريا لإبقاء الإرهابيين في وضع الدفاع".
وتابع أن إيران ستتعامل مع العراق في قضايا الدفاع والأمن وضبط الحدود والتحصين، وأضاف أنها ستراقب الوضع في المنطقة مثلما فعلت في سوريا ومناطق أخرى مضطربة في المنطقة "من أجل تقديم المساعدة للعراق".
يشار إلى أن الدعم الإيراني للنظام السوري اشتمل -وفق مصادر إيرانية وأخرى من المعارضة السورية- على مئات الخبراء العسكريين بينهم قادة كبار في فيلق القدس الذراع الخارجية السرية للحرس الثوري الإيراني.
وظل الزعماء الإيرانيون حتى الآن يقولون إنهم سيساعدون على الدفاع عن المقدسات الشيعية في العراق إذا لزم الأمر، لكنهم أوضحوا أن العراقيين قادرون على فعل ذلك بأنفسهم.
يذكر أن قوات الحكومة العراقية المدعومة بمليشيات ومتطوعين تخوض مواجهات مع مسلحين من العشائر ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقد تمكن المسلحون خلال الأيام الأخيرة من السيطرة على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق ومعابر حدودية مع سوريا الأردن.
رفض التدخل
ويأتي هذا الاستعداد الإيراني للتدخل في العراق رغم رفض المرجع الشيعي الأعلى في طهران علي خامنئي الأسبوع الماضي التدخل في العراق من جانب الولايات أو أي دولة أجنبية أخرى.
وكان خامنئي قد وصف ما يجري في العراق بأنه "معركة بين أنصار الإرهاب ومعارضيه"، وهو التوصيف الذي يتبناه الغرب خاصة الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر دبلوماسيون غربيون أن قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني توجه إلى بغداد لتقديم المشورة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في هذه الأزمة.
يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أكدت قبل أيام أن إيران أرسلت عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى العراق لمساعدة حكومة بغداد على مواجهة المسلحين.
وقال المتحدث الأميركي في مؤتمر صحفي إن "هناك عددا من العناصر الثوريين، لكن لا معلومات لدينا عن وجود وحدات كبيرة على الأرض"، مشيرا -على ما يبدو- إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأضاف أن التدخل الإيراني في الشؤون العراقية ليس بالأمر الجديد، على حد تعبيره.
ومنذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 اتهمت الولايات المتحدة إيران باستخدام فيلق القدس لدعم المليشيات الشيعية في العراق.