قتلى جنوب بغداد وعملية للجيش لاستعادة تكريت
قالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن ست قذائف هاون أطلقت على بلدة المحمودية على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب العاصمة بغداد، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص، بينما دارت اشتباكات بين قوات الجيش والمسلحين أمس الجمعة في عدة مناطق شمال بغداد، مع إعلان الجيش العراقي شنّ عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت.
وأفاد "مركز إعلام الربيع العراقي" بأن المسلحين تمكنوا من صدّ هجوم لقوات الجيش على منطقة محطة بلد -محور الإسحاقي- شمال بغداد، في مسعى منها لفك الحصار على طريق بغداد الإسحاقي، مما أسفر عن "تكبد الجيش خسائر في الأرواح والمعدات".
وأضاف المركز أن المسلحين سيطروا على مقر اللواء 19 الفرقة الخامسة من الجيش في ناحية العظيم بديالى، بعد هجوم استهدفه بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة "وغنموا ما فيه من أسلحة وأعتدة وآليات".
عملية واسعة
وكانت القوات العراقية بدأت أمس الجمعة عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، بينما قتل تسعة أشخاص -بينهم نساء وأطفال- في قصف للجيش على بلدة المنصورية شمال شرق محافظة ديالى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري بارز قوله إن "قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت (160 كيلومترا شمال بغداد) بهدف حماية القوات التي تسيطر على جامعة تكريت".
وأضاف المسؤول العسكري أن "قوات أخرى تنتشر حول مدينة تكريت استعدادا لتنفيذ عملية كبيرة ضد الإرهابيين المتواجدين في المدينة"، مؤكدا أن "تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل (350 كيلومترا شمال بغداد)، إضافة إلى السيطرة على الأرض باتجاه محافظة ديالى" في الشرق.
وكانت القوات العراقية سيطرت أمس الأول الخميس على جامعة تكريت الواقعة شمال المدينة بعد عملية إنزال قامت بها قوات خاصة أعقبتها اشتباكات، بحسب ما أفادت به مصادر مسؤولة. لكن "مركز إعلام الربيع العراقي" أفاد بإسقاط طائرتين للجيش الحكومي بنيران دفاعات المسلحين في جامعة تكريت.
وفي هذه الأثناء، قتل تسعة أشخاص -بينهم نساء وأطفال- في قصف شنته مروحيات الجيش العراقي على بلدة المنصورية شمال شرق محافظة ديالى.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن بلدة المنصورية تشهد منذ يومين اشتباكات عنيفة بين المسلحين -الذين تمكنوا من السيطرة عليها- ومليشيات مدعومة من قبل السلطات تساندها مروحيات تحاول استعادة السيطرة على البلدة.
ومن جهة أخرى، نشرت صفحة "الثورة العراقية" المعنية بنقل الصور والأخبار عن الأحداث في العراق، تسجيلا مصورا لكاميرا مراقبة قالت إنها تعود لعملية قامت بها مليشيات "عصائب أهل الحق" في بغداد.
وتُظهر الصور عملية دهم لجامع الفتيان في السيدية بالعاصمة بغداد في ساعة متأخرة من يوم 12 من الشهر الجاري.
وتُبيّن الصور -حسب الموقع- عملية اعتقال إمام الجامع الشيخ نهاد الجبوري والمؤذن الحاج إسماعيل البالغ من العمر سبعين عاما والاعتداء عليهما بالضرب. وقد عُثر على جثتيْهما خلال الأيام الماضية، حسب أقارب لهما.
وفي السياق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش -ومقرها نيويورك- اليوم إن تحليلا لصور فوتوغرافية وصور التقطتها الأقمار الصناعية "يشير بقوة" إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية قتل ما يصل إلى 190 رجلا في موقعين على الأقل على مدى ثلاثة أيام بعد سيطرة المسلحين على تكريت.
وأضافت المنظمة أن الأعداد ربما تكون أكثر بكثير لكن صعوبة تحديد أماكن الجثث والوصول إلى المنطقة حال دون إجراء تحقيق كامل، كما أن هناك أيضا روايات عن أن القوات الحكومية تقتل أعدادا كبيرة من السجناء.
وأكدت أيضا أنها جمعت أدلة تشير إلى نمط من الإعدامات بدون محاكمة للسجناء تتبعه القوات الحكومية قبل الانسحاب من المدن، ومنها تلعفر غربي الموصل التي يسيطر عليها المسلحون حاليا.
ونقلت وكالة رويترز عن عدد من مسؤولي الشرطة قولهم إن 69 سجينا قتلوا يوم الاثنين أثناء نقلهم من سجن في الحلة جنوبي بغداد، وقتل الأسبوع الماضي 52 سجينا بسجن في بعقوبة شمالي العاصمة. وفي الحالتين كانت الرواية الرسمية هي أن السجناء لاقوا حتفهم وهم قيد الاحتجاز في تبادل لإطلاق النار أثناء هجمات المسلحين.