تحذير أممي من تدهور حقوق الإنسان بشرقي أوكرانيا
وأشار التقرير إلى "عمليات قتل موجهة وتعذيب وضرب مبرح وخطف وتهديد ومضايقات جنسية غالبيتها تقوم بها مجموعات معارضة للحكومة منظمة ومسلحة بشكل جيد في شرقي البلاد".
وفي إشارة ضمنية إلى روسيا، دعت بيلاي الذين لهم نفوذ على المجموعات المسلحة في شرقي أوكرانيا إلى فعل ما بوسعهم لكبح جماح هذه الجماعات "التي تبدو عازمة على تمزيق البلاد".
غير موضوعي
وفي المقابل وصفت موسكو تقرير المنظمة الدولية بأنه "غير موضوعي" وبأن دوافعه سياسية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "غياب الموضوعية الكامل والتناقضات الصارخة والمعايير المزدوجة لا تترك مجالا للشك في أن معدي التقرير كانوا يمارسون عملا سياسيا محددا يهدف إلى تبييض صورة السلطات التي نصبت نفسها في كييف".
واتهمت الخارجية الروسية التقرير "بإخفاء معلومات عن ضحايا مدنيين ومحاولة إلقاء اللوم في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان على القوات الموالية لروسيا".
وأضافت الخارجية الروسية أن التقرير "لا يذكر أي كلمة" مثلا عن مقتل نحو أربعين شخصا موالين لروسيا مطلع مايو/أيار في أوديسا جنوبي أوكرانيا.
تهديد بعقوبات
وفي وقت سابق أمس هددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على روسيا إن أقدمت على عرقلة الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار الحالي.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه "إذا عمدت روسيا ووكلاؤها إلى عرقلة الانتخابات، فإن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ستفرض عقوبات محددة على قطاعات معينة". وتابع "رسالتنا بسيطة جدا: دعوا أوكرانيا تنتخب، دعوا الشعب الأوكراني يختار مستقبله".
وتأتي هذه التهديدات في ظل ما بدا أنه تخفيف لحدة اللهجة المستخدمة من قبل روسيا حيال الانتخابات الرئاسية، وذلك بعدما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تلك الانتخابات يمكن أن تجري "بالاتجاه الصحيح".
غير أن التهدئة التي حملتها هذه التصريحات لم تمنع موسكو من الإعلان عن إجراء مناورات عسكرية جوية قرب الحدود الأوكرانية يوم الانتخابات، الأمر الذي وصفته كييف "بنوع من الضغط القاسي".
من جانب آخر التأمت أمس أولى جلسات الحوار الوطني في كييف والتي تعد جزءا من مبادرة قدمتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل وضع حد للأزمة التي تعصف بالبلاد.
وحضر الجلسة رئيسان أوكرانيان سابقان ومرشحون إلى انتخابات الرئاسة ونواب -بعضهم موالون لروسيا- في ظل غياب أي ممثل لانفصاليي مناطق دونيتسك ولوغانسك الذين صوتوا الأحد الماضي لخيار الانفصال.
ميدانيا تحدثت وزارة الدفاع الأوكرانية عن معارك قرب كراماتورسك، إحدى مناطق نفوذ الانفصاليين في شرقي البلاد. وأعلن الجيش الأوكراني أمس الخميس اعتقال ثلاثة مسلحين موالين لروسيا ومصادرة قاذفة صواريخ قرب قرية ستاروفارفاريفكا القريبة من سلافيانسك.
وأعلن المصرف المركزي الأوكراني الخميس إقفال فرعه في منطقة دونيتسك وإجلاء الموظفين بعد تهديدات من انفصاليين طالبوا بالأموال.
واندلعت الأزمة شرقي أوكرانيا بعد أن أطاح البرلمان الأوكراني بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط الماضي، وقامت روسيا بحشد قواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا كما انضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا بموجب استفتاء ولحقت بها، وصوتت منطقتا دونيتسك ولوغانسك الأحد الماضي لخيار الانفصال.